رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

قصص الصالحين العقائدية 2: كيف أرى الله؟


بَحَثَتْ سَكِينَةُ عَنْ اللهِ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةُ وَ الحِصَانَ الجَمِيلُ وَ الغَزَالَ السَّرِيعُ, ومذ بَحَثَتْ وَ عَرَفَتْ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي کل مکان, تَمَنَّتْ أَنْ تَرَى الله وَ تُخْبِرهُ بِمَحَبَّتِهَا لَهُ, وَ أَن تکتب ذَلِكَ فِي کل دَفَاتِرهَا.

إِلَى أَنْ ذَهَبَتْ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى وَالِدِهَا وَ جَلَسَت بِجَانِبِه وَ سَأَلَتْهُ: أَبِي الحَنُونُ: کيف أَرَى اللهَ?.

نَظَرَ إِلَيْهَا الأَبُ متبسّمًا, وَ أَخْرَجَ مِنْ الدُّولَابِ بَالُونًا وَ نَفَخَهُ وَ سَأَلَهَا: سَكِينَةُ عَزِيزَتُي مَا هُوَ شکل الهَوَاء المَوْجُود بِدَاخِلِ البَالُونِ? 

 

أَجَابَتْ: لَا اِعْلَمْ!, لَمْ أَرَهُ حَتَّى الآنَ.

فَقَالَ الأَبُ: إِذَا أَرَدْتِ رُؤْيَتهُ عَلَيْنَا أَنْ نُفَجِّرَ البَالُونَ يَا اِبْنَتِي!.

ولکون سَكِينَةُ تَبْحَثُ عَنْ جَوَابِ سُؤَالِهَا, أَخَذَتْ الدَّبُّوسَ وَ هِيَ فِي حَالَةٍ مِنْ الذُّهُولِ وَ التَّعَجُّبِ وَ فَجَّرَتْ البَالُونَ.

برأيکم مَاذَا حَدَثَ يَا أَطْفَالٌ؟.

مَا هُوَ شکل الهَوَاءُ الَّذِي رَأَتْهُ سَكِينَة حِينَ فَجَّرَتْ البَالُونَ؟.

هَلْ يمکن أَصْلاً أَنْ نَرَى الهَوَاءَ؟! 

 

قَالَ الأَبُ: اللهُ أَيْضًا هکذا, بِجِوَارِنَا, وَ لکننا لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهُ.

غَرِقَتْ سَكِينَةُ فِي التفکير...

 

 

 

بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ.

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ إِلَى أُمِّهَا فِي المَطْبَخِ, وَهِيَ لَا تَزَالُ تَفَكِّرَ فِي سُؤَالِهَا عَنْ اللهِ, فَقَرَّرْتِ أَنْ تَسْأَلَ أُمَّهَا....

 

أُمِّي: کيف يمکنني أَنْ أَرَى إِلَهِي الحَبِيبُ?. کانت أُمُّهَا تُعِدُّ المکرونة وَ رَائِحَةُ الطَّعَامِ قَدْ مَلَأَتْ المَكَانَ, فَسَأُلَتهَا أُمُّهَا: هَلْ تَشُمِّينَ رَائِحَةَ المکرونة الشَّهِيَّةَ الَّتِي تَتَصَاعَدُ مِنْ هَذَا القِدْرِ? هَلْ تَرِينَ الرَّائِحَةَ حَوْلَ القِدْرِ يَا صَغِيرَتِي؟ 

 

 

ضحکت سَكِينَةُ وَ قَالَتْ: وَهَلْ يمکن أَنْ تَرَي الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ أَوْ حَتَّى الرَّائِحَةُ الكَرِيهَةُ?! لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَةَ الرَّوَائِحِ يَا أُمِّي.

 

فَأَجَابَتْ الأُمُّ: نَعَمْ يَا وَرْدَتِي, أَنْتِ مُحِقَّةٌ, لَا يمکن رُؤْيَة الرَّائِحَةُ بِأَعْيُنِنَا أَبَدًا, لَكِنَّنَا نَشْعُرُ بِهَا. وَالله هکذا أَيْضًا, إِنَّهُ فِي کل مکان لکن لَا يُمْكِنُنَا رُؤْيَتُهُ, تَمَامًا مِثْلَ رَائِحَةِ الطَّعَامِ الجَيِّدَةُ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْجَاءَ البَيْتِ ولکننا لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهَا.

 

فِي أَحَدِ أَيَّامِ الشِّتَاءِ القَارِسِ, أُصِيبَ شَقِيقُ سَكِينَةِ الصَّغِيرِ بِنَزْلَةِ بَرْدٍ.

 

ذَهَبَ الجَمِيعَ إِلَى الطَّبِيبِ, كَانَ طَبِيبَ الأُسْرَةِ هُوَ خَالُ سَكِينَةَ, فَحَصَ الخَال شَقِيقَ سَكِينَة وَ تَبَادَلَ مَعَ سَكِينَةِ التَّحِيَّةِ ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ أَخْبَارِهَا.

 

سَأَلَ الخَالُ: سَكِينَةُ العَزِيزَةُ, مَا الَّذِي تَعَلَّمْتِهِ مُؤَخَّرًا؟.

قَالَتْ سَكِينَةُ: خَالِي الحَبِيبُ, أَحَبَّ أَنْ أَرَى اللهَ ولکنني لَا أَعْلَم کيف أَرَاهُ.

 

أَجَابَهَا الخَالُ بِفُضُولٍ: يَا للروعه, إِذَا وَجَدتي الجَوَاب, فَلاَ بُدَّ أَنْ تُخْبِرينِي أَنَا أَيْضًا.

قَالَتْ سَكِينَةُ: حَسَنًا خَالي العَزِيزِ, لَكِنَّنِي أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تُسَاعِدَنِي.

 

فکّر الخَالُ قَلِيلًا, ثُمَّ قَالَ:

سَكِينَة, حَلْقُ أَخِيك يُؤْلِمُهُ, أَ لَيْسَ کذلك?.

رَدّتْ سَكِينَةُ: أَجَلْ.

قَالَ الخَالُ: عزيرتي سَكِينَةُ, تُوجَدُ طَاوِلَةٌ بِجِوَارِ غُرْفَةِ الفَحْصِ.

اِذْهَبِي هُنَاكَ وَاُرْسُمِي لِي شکل أَلَمُ حَلْقِ أَخِيك.

رَدَّتْ سَكِينَةُ: خَالِي, وکيف لِي أَنْ أَرْسُمَ أَلَمَ الحَلْقِ؟!.

قَالَ الخَالُ: يَجِبُ أَنْ تفکري أکثر.

بِرَأْيِي أَنَّ هَذَا الرَّسْمُ يمکنه مُسَاعَدَتُكِ فِي الوُصُولِ إِلَى الجَوَابِ عَنْ سُؤَالِك: كَيْفَ نَرَى اللهَ؟ 

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ وَ قَدْ اِزْدَادَ فُضُولُهَا وَ غَرِقَتْ فِي التفکير فِي الرَّسْمِ الَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ خَالُهَا

 

سَكِينَةُ: لَا أتمکن مِنْ رُؤْيَةِ الأَلَمِ لِأَرْسُمَهُ, وَ لکنني أَعْلَمُ بِوُجُودِهِ.

 

سَأَلَهَا الخَالَ: مَا هِيَ الأَشْيَاءُ الأُخْرَى الَّتِي لَا تَرَيْنَهَا وَ لکنك تَعْلَمِينَ بِوُجُودِهَا?.

 

 وَ اِعْلَمْ بِوُجُودِ الرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ فِي غِذَاءِ أُمِّي الحَبِيبَةِ, لَكِنَّنِي لَا أَرَى الرَّائِحَةَ بِالرَغْمِ مِنِّ أَنَّنِي مُتَأَكِّدَةٌ مِنْ وُجُودِهَا, إِنَّ رَائِحَةَ غِذَاءِ أُمِّي الرَّائِعَةِ تَجْعَلُنِي آَكِل وَجْبَتِي كَامِلَةً!.

أَحِبَّتِي الأَطْفَال: أَنْتُمْ أَيْضًا هَلُمُّوا تَعَالَوْا وَسَاعَدُوا سَكِينَةَ فِي الرَّسْمِ, اُرْسُمُوا لَوْحَةً وَ أَرُونِي الهَوَاءَ الَّذِي نَتَنَفَّسُهُ.

 صِغَارِي: هَلْ رَسَمْتُمْ؟.

هَلْ فکرتم أَنْتُمْ کذلك فِي سُؤَالِ سَكِينَة؟.

کيف يمکن أَنْ نَرَى اللهَ? وَهَلْ يمکن أَسَاسًا رُؤْيَتُه؟.

فَرِحَتْ سَكِينَةُ کثيرًا لِأَنَّهَا عَرَفَتْ کيف تَرَى اللهَ, هَلْ عَرَفْتَ أَنْتَ أَيْضًا كَيْفَ تَرَاهُ؟.

صَحِيحٌ, يَجِبُ رُؤْيَةُ اللهِ فِي آثَارِهِ وَ عَلَامَاتِهِ, كَمَا عَرَفنَا أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَ يَرْعَانَا بِنِعَمِهِ الكَثِيرَة.

  • 23/07/31