رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

۵ مطلب در ژانویه ۲۰۲۲ ثبت شده است

مكتبة الأفلام

| Tuesday, 25 January 2022، 04:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

مكتبة الأفلام 

قسم خاص بنشر الأفلام التي يتم تحليلها و نقدها، مع حذف ما يخلّ بالعقيدة و الأخلاق منها

أفلام الأنمي مسلسلات الأنمي أفلام أجنبية استراتيجية

أفلام وثائقية

📹 الإعلام الجديد في كلام السيد القائد حفظه الله ورعاه

أـ هوية الشباب :🔺
1) حاجة الشاب الأساسية هي الهوية يجب أن يعرفَ هويته وهدفه, يجب أن يعرف من هو؟ ولأجل ماذا يريد ان يعمل ويسعى، إن العدو يريد أن يسلب من الشاب الإيراني هويته0يطمس أهدافه ، يُـسَـوِّد الأجواء: إنك موجود حقير ومحدود، تعال معي لأحتويك
2) إن الشاب يتقبل الحق بسهولة، يعترض بصدقٍ وراحة، فارغ البال و يُقـدِم بدون أي ارتباك داخلي
ضعوا التقبل السهل، الإعتراض الصادق والإقدام الثابت مع بعضها، انظروا الحقيقة الجميلة التي ستوجد وأي مفتاح لِحلّ المشكلات
3) الإنسان وبالأخص الشاب يُسرُّ بالجمال والتجمل ويميل إليه ويتمنى أن يكون هو ايضاً جميلاً وهذا ليس بعيب، وهذا أمرٌ طبيعي لا فرار منه،ولم يُمنع في الإسلام بل الذي مُنع هو الفتنة والفساد
4) دخلتم اليوم في الحسابات الماديّة والذكية و التي هي باب الناس لطلب الدنيا و هذا سيؤثر على مسير مستقبلكم في ذلك الإتجاه
5) طريق المعنوية والصفاء ليس مسدوداً

ب ـ للمسؤولين :🔺

1) لاتبثوا البرنامج والفلم إن كان كله بدون أثر ، بدون محتوى وبدون رسالة
2) لتَعلَمُوا بأن أمل الشباب وتعلقه بوطنه ، بدينه... كان يفوق الوضع الحالي
3) بنظري كلما كان دور المرأة بارزاً كلما كان أفضل بكثير، إن نساءنا مظلومة

قضية المرأة في الواقع قضية مهمة لكن البعض لايكترث لها، ان نزعات الفيمينيسم ونزعات الغرب الخاصة بالنسبة للمرأة محفوظة في مكانها و مهم الحديث عنها، لكننا في الأصل أيضاً نرى ضياع دور المرأة في الأسرة ، في المجتمع ، قيمة وأهمية المرأة وأمور أخرى من هذا القبيل بسبب تقصيرنا
4) لا أقول لابدّ بأن تـعرِضوا الصلاة بالركوع والسجود ،أحياناً تعرض أمور تصنعيّة ، هذا القدر يكفي ليُعلم أنه ذاهب للصلاة ، يرفع أكمامه ليتوضأ، أحياناً هذه الأدوار الإستطرادية والهامشية تؤثر بشكل أكبر في الأحداث واليافعين
5) تهاون المرأة بحقوق الرجل هو تأكيد على التساوي المطلق بينهما ، عدم المبالاة بالأدوار النسائية والرجالية، الأنشطة المثيرة والمغرية الخطيرة من قبل المرأة ، ترأس النساء في الأعمال الخطيرة والحساسة ، تقبيح التدبير المنزلي و تربية الأولاد و الطبخ ، التأكيد على عمل المرأة بشكل رسمي ،تبليغ المساواة والمشابهة في القدرة الأدائية بين المرأة والرجل، مجرد المحافظة على اللباس الظاهري والغفلة عن الحياء والعفة وهما العنوان الباطني للحجاب وروحه قد أفسد قيمة الحجاب و أعطيت أدوارا مُحقـِّـرة للمرأة
6) يجب على المُسيّس أن يُشرِف على هذه الأشياء .

قطعاً فهذا الكلام لايخصّه هو فقط بل يشمل المُنفِّـذ ، الإداري و هذه مسؤوليتي أنا وأنت"

#حرب_الثقافات

شعار

☀️أهمية التعرف على الثقافة الإسلامية و الثقافات المضادة

إنّ الهدف الذي أخذ الأعداء يستهدفونه في الجانب الثقافي هو إيمان الناس ومعتقداتهم . ولذا يجب على المسؤولين الثقافيين أن يرصدوا الثغرات الثقافية التي هي في غاية الخطورة، وأن يبالغوا في توخي الحيطة والحذر، وأن يتسموا بالوعي واليقظة.

الإمام الخامنئي (دام ظله) 21/3/2014

#حرب_الثقافات

شعار


🔺مبادئ ثقافة هولييود ثلاثة :

1⃣ التحرر المطلق
2⃣ العلاقات الجنسية
3⃣ الاستهلاك الاقتصادي

  • 25 January 22 ، 04:15

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موقعية المرأة في مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة عند الإمام الخامنائي

(زاده الله عزاً)

بقلم: فاطمة آل يوسف

 

المقدّمة

تُعدّ مسألة دور الدين في حياة الإنسان من المسائل التي تحتاج إلى تنقيح فكري عند الإنسان، لكي يكون قادراً على اختيار منهجه في الحياة. وذلك بناء على وضوح الجواب عنده عن السؤال: في أي الموارد ينبغي على الإنسان الإلتزام بالتوجيه الديني؟ ما هي الأمور التي يُلزم فيها الإنسان باتباع الدين؟

وقد انتهج الإنسان طوال تاريخه أحد مناهج ثلاثة في الحياة، هي مايلي:

المنهج الأوّل: هو اعتبار الدين المصدر الأساس والوحيد لتأمين كافة احتياجات الإنسان الفردية والاجتماعية، الدنيوية والأخروية، وهذا ما اختاره رجال الكنيسة في الدين المسيحي لعدّة قرون، كانت تعتقد أنّ الدين يلبي كافة توقعات الإنسان واحتياجاته فلا حاجة للاستعانة بالعقل. ويُعرف هذا المنهج في النظر إلى الدين بدين الأكثرية.

المنهج الثاني: رفَض رؤية الأكثرية للدين واعتبر الدين يختص بالأمور الأخرويّة والعلاقة مع الله سبحانه، أما فيما يرتبط بشؤون الإنسان الدنيوية فإنه مأذون بأن يعمل ما يراه مناسبا ومايرتضيه لنفسه. ويُعرف هذا المنهج في النظر إلى الدين بدين الأقليّة أو النظرية العلمانية. وقد سادت هذه النظرية الساحة الغربية والإسلامية قروناً استخلفت القرون التي ساد فيها المنهج الأوّل، إلى أن انبعث نور منهج جديد ثالث في بقعة من بقاع العالم الإسلامي.

المنهج الثالث: هو منهج نابع من النصوص الإسلامية، وقد جمع بين شمولية الدين وإطلاقه وقدرته على المعاصرة وتلبية احتياجات الإنسان من جهة، والتأكيد على دور العقل والتعقل والاستفادة من التجارب البشرية في تحقيق احتياجات الإنسان من جهة أخرى، مع التأسيس إلى تصور متميز عن العلاقة بين الدنيا والآخرة، إنّ هذا المنهج لايُعدّ جديداً في مصدره وأصل نشأته، فقد تمّ تطبيق هذا المنهج في بداية ظهور الإسلام على يد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ثم على يد أمير المؤمنين عليه السلام، وإن لم تسمح الظروف في ذلك الوقت لاستعراض نموذج إسلامي يُظهر المجتمع الإسلامي بالمظهر الإسلامي المطلوب على جميع الأصعدة، إلا أن ما أنجزه النبي الأعظم وأمير المؤمين صلوات الله عليهما هو حضارة إسلامية هائلة وقفزة نوعية كبيرة في المجتمعات الإنسانية خصوصا بلحاظ الأوضاع الاجتماعية في ذلك العصر.

نحن بحاجة إلى (حضارة إسلامية حديثة) تلبي احتياجات الإنسان المسلم المعاصر وتحاكي تلك الحضارة الإسلامية القديمة التي أسّسها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، وهذا ما لم يتحقق طوال التاريخ الإسلامي إلا على يد السيد الإمام الخميني عليه السلام، وذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

إنّ التحول في فهم الدين وفي نظرة الإنسان إلى دوره الاجتماعي هي من أهم انجازات السيد الإمام الخميني عليه السلام التي تحققت ببركة انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وتحققت ليس على مستوى المجتمع الإيراني فحسب بل في كل المجتمعات الإسلامية. كانت الناس في المجتمعات الإسلامية تتعامل مع الدين كوسيلة لتأمين المسائل الشخصية والعبادية، وإذا توسعت دائرة التوقع من الدين أكثر من ذلك فإنها لن تشمل أكثر من الأحوال الشخصية، هكذا كان الإنسان المسلم يتصور وظيفة الدين ومسؤوليته ورسالته. إلا أنّ السيد الإمام الخميني عليه السلام عرّف الدين على أنه رسالة تستهدف بناء: نظام، حضارة، مجتمع، وانسان. لقد تحوّلت نظرة الناس إلى الدين بعد انتصار الثورة الإسلامية تحوّلاً كاملاً وحصلت قفزة في المجتمعات الإسلامية شبيهة بما حصل في العهد النبوي.  

هناك تحول آخر مهم بدأت تظهر معالمه مع بداية نهضة السيد الإمام وقبل انتصار الثورة، فظهر في الشعارات -مثلاً- التي كان يختارها السيد الإمام والنخبة ممّن شارك في تلك النهضة المباركة، والتي تتمحور حول أنّ هدف السيد الإمام من النهضة هو إيجاد حضارة إسلامية حديثة. ممّا أحدث تحوّلاً جماهيرياً في نظرة الناس إلى المستقبل.

 

هذا البحث يتناول بيان مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة في بيانات السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه، مع تسليط الضوء على دور المرأة في بناء هذه الحضارة المُنتَظرة، وقد طرح السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه نظرية خاصة لتبيين دور المرأة في بناء الحضارة أطلق عليها عنوان (النموذج الثالث للمرأة) -والتي تعتبر عنصراً أساسيّاً من عناصر بناء الحضارة الإسلامية الحديثة-، يتناول الفصل الثاني من البحث مسألة (النموذج الثالث للمرأة)، في حين يتناول الفصل الأوّل بيان مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة.

 

الفصل الأوّل: المقصود بالحضارة الإسلامية الحديثة في بيانات السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه

إنّ أساس وروح ومَظهَر الحضارة الإسلامية عند السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه لا تعني توسعة الدولة ماديّاً أو اقتصادياً أو ثقافياً بل تعني أنْ تقبَل الشعوب -الإسلامية ثم شعوب العالم- التأثر الفكري بالإسلام. لقد وضع السيد الإمام الخامنائي أُسُس الحضارة الإسلامية الحديثة ومُنطلقاتها، ويُقصد بالحداثة في نظرية (الحضارة الإسلامية الحديثة) أي ما تقابل الحضارة الإسلامية التي تحققت في زمن النبي الأكرم وأمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام.

 

 

ماهي الحضارة؟

في الحضارة الإسلامية الحديثة تكون المعنويات مصاحِبة للماديات، يكون العروج الأخلاقي والمعنوي والروحي والتضرع والخشوع مصاحباً إلى التنمية المادية.

أما في العالم الغربي فإننا نلحظ تطوراً على المستوى التكنولوجي وسقوطا على المستوى الأخلاقي والروحي والمعرفي، يجب أن لانخلط بين هذين الأمرين، وأن نلتفت إلى أن الحضارة تبتني على أسس معرفية وأخلاقية وروحية، الحضارة تبتني على صناعة الإنسان القادر المتطلّع إلى المستقبل الشامل للدنيا والآخرة، القادر على اختيار مصيره عن وعي وبصيرة، والذي يشعر بالإنتماء إلى مجتمعه وتاريخه بالتالي يمكنه بذاته أن يقوم بمسؤولياته الاجتماعية دون إلزامات قانونية تُجبره على القيام بمسؤولياته.

إذن هدف كل مسلم اليوم يختار خط السيدَين الإمامَين هو إيجاد حضارة إسلامية حديثة، نحن هذا هو هدفنا وهذا ما نريده. علينا استخراج طاقاتنا وطاقات الشعوب الإسلامية وتسخيرها من أجل تحقيق الهدف المنشود. يشير السيد الإمام الخامنائي إلى أنه هكذا يجب أن يفكر الإنسان المسلم، وهكذا نصنع خطواتنا الأولى في تحقيق الهدف النهائي.

 

إنّ دليل رفضنا هو أنّنا نتمتّع بمشروع حضاري إسلامي واقعي وحديث، نريد أن نصنع له نموذجاً في مساحة جغرافية صغيرة هي إيران التي استطاعت أن تحقق انتصاراً في مساحتها الجغرافية على نظام الاستكبار.

نريد أن نصنع هذا النموذج لسببَين: 

أوّلا: لأنها مسؤوليتنا وأنّ هذه هي رسالة الدين ورسالة جميع الأنبياء ولاعتقادنا أنّ هذا هو التدين الواقعي والمطلوب في الإسلام.

ثانياً: كي نُثبت للشعوب جميعها بأنّ الإسلام هو القادر على تحقيق آمال الإنسان وطموحه وحفظ كرامته وعزّته، نريد أن تكون هذه المساحة الصغيرة نموذجاً مصغراً للحضارة التي سوف يقيمها الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وبهذا نُحقق حقيقة الإنتظار ونُحقق أمنيتنا بالمشاركة في التمهيد لظهور الدولة الكريمة مهما كانت الظروف قاسية والتحديات كبيرة، إلا أنّ الله وَعَد بالنُّصرة، ووعده قطعي الحصول. وهذه هي أفضل الطرق للتبليغ للإسلام.

نحن نؤمن أنّ الدولة الكريمة تنطلق من هذا النموذج المُصغّر لدولة الحق ثم تتسع وتنتشِر في خط موازٍ تماماً لدولة الباطل. وعلينا أن لاننسى أنّ المشاركة في صناعة هذا النموذج المصغّر للحضارة الإسلامية الحديثة هو تفضلٌ إلهي كبير علينا، نسأل الله أن يرزقنا البصيرة والثبات في الحفاظ على هذه النعمة.

لقد أكثر كلا من السيد الإمام الخميني والسيد الإمام الخامنائي بتوصية الناس وحثّهم على الحرص على تتبع سير الحركة الاجتماعية العامة، إلى أين تتجه حركة عموم الناس في مجتمعنا الإسلامي؟ على الناس رصد مستوى وجود الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في عمق الأحداث الاجتماعية، ماهو السبك الاجتماعي الحاكم على عموم أفراد المجتمع: هل هو السبك الإسلامي أم الغربي؟ هذه هي الطريقة التي يجب أن يفكّر بها الإنسان المسلم كي يحقق الهدف المرجو وهو إقامة الدولة الكريمة في عصر الظهور، وفي سبيل تحقيق ذلك لابد من العمل على بناء نموذج لتلك الدولة كي يرى كل العالم ويلمس عظمة الحضارة الإسلامية التي وعد الله أنها ستعُمّ أرجاء المعمورة وأنّ النصر حليف المسلمين المجاهدين في هذا السبيل: (إن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرکُم وَ يُثَبِّت اَقدامَکُم)، ولتحقق الوعد الإلهي مقدّمات أهمها أنّ هذا الوعد لا يتحقق بإجبار الإنسان على قبول تلك الدولة، بل لن تتحقق تلك الدولة إلا عندما يختارها ويشتاق إليها عموم الناس على مستوى العالم. من هنا تأتي مسؤولية عموم الناس في المجتمعات الإسلامية للتبليغ إلى هذه الدولة الكريمة من خلال المشاركة في بناء النموذج لها، وكي يستطيع عموم الناس القيام بأدوارهم في المشاركة في بناء هذا النموذج لابد من دعمهم بالأسس الفكرية المعرفية لبناء هذا النموذج المُصغّر الذي سوف تظهر فيه الحضارة الإسلامية الحديثة. هنا يأتي دور النخبة من علماء الدين في جميع المجتمعات الإسلامية، حيث يقع على عاتقهم مسؤولية تبيين أسس الحضارة الإسلامية الحديثة، هذه الأسس التي تغرس الجذور الأساسية لبناء الأمة الإسلامية، وتساعد علماء الدين في كشف الطرق الإسلامية التي تؤسس لسبك الحياة الإسلامية الحديثة وكشف العوامل التي تؤدي إلى تفرقة المجتمعات الإسلامية، كل هذا يتحقق من خلال الأسس المعرفية للحضارة الإسلامية الحديثة والتي سيأتي بيانها فيما يلي:

الأسس المعرفية للحضارة الإسلامية الحديثة

الأسس التي تساعد عموم الناس في رصد الإسلام في الأحداث الاجتماعية، وتساعد علماء الدين في كشف الطرق الإسلامية التي تؤسس لسبك الحياة الإسلامية الحديثة والعوامل التي تؤدي إلى تفرقة المجتمعات الإسلامية، هي ما يلي:

1. أسس معرفة الله: بأن يكون التوحيد والإيمان ومحورية الخالق هو أساس الحياة الفردية والإجتماعية للمؤمنين، وأن تكون قلوب المؤمنين مطمئّنة بأنّ الله هو ولي المؤمنين، مُعين المجاهدين في سبيل الله، حامي المظلومين، منتقم من الظالمين والموفي لوعده.

2. أسس المعرفة الكونية: أنّ للكون مراتب غيبية وشهودية، كلها فيض الله ومراتب فعله. ترسيخ السنن الإلهية الكونية الحاكمة على العوالم وعلاقتها بنظام العليّة، والتأكيد على أنّ العلل أوسع من العلل المادية المشهودة، ترسيخ العلاقة بين الدنيا والآخرة وأنّ كل مافي الكون متجه نحو التكامل ويطلب القرب من الله سبحانه. وأنّ الإنسان مختار في التعالي أو السقوط وأنّ الإبتلاء الإلهي من السنن الإلهية الحاكمة على مسار التكامل الإنساني، وأنّ الإنسان هو خليفة الله في أرضه والأمين عليها، بالتالي فهو المسؤول عن إعمارها.

3. أسس معرفة الإنسان: ومنها: الإيمان بالغاية من خلقة الإنسان وهو العبادة، المعرفة، الرحمة وأنّ الإنسان لايبلغ القرب من الله ولا يحقق الاستخلاف إلا عندما يطوي مسافة في السير ضمن كل غاية من هذه الغايات الثلاث. الإيمان بصورة الإنسان ومادته ببُعديهما الفطري الإلهي والطبيعي الخلقي، ومايتطلبه كل بُعد من هذين البُعدين من احتياجات، مع التأكيد على أن الكمال الإنساني يتحقق في ظل تجاذب ضروريات هذين البُعدين ومدى قدرة الإنسان على تأمينها بشكل متعادل ومتوازن مع رعاية الأولويات، والتمييز بين الاحتياجات الحقيقية الضرورية والوهمية الكاذبة. وأن يراعي الإنسان في تحديده للأولويات مجموعة أسس، منها: أنّ كمال الإنسان غير متناهي ولا ينتهي بموته بل يستمر تكامله حتى ما بعد الموت، وأن حياته الأخروية تعتمد على ما اعتنقه من معتقدات، أخلاق، منهج حياة، وعلى ما صدر منه من أفعال، بالتالي فإن كل إنسان هو المسؤول عن تحديد مصيره كفرد كما أنه مسؤول عن ما يصير إليه مجتمعه وأسرته والأمة التي ينتمي إليها.

4. أسس معرفة المجتمع: يبيّن هوية الإنسان الاجتماعية ومقوّماتها مع تسليط الضوء على هوية المجتمع الديني، نظريات منشأ المشاركة الاجتماعية في تأمين الاحتياجات المتنوعة، دور الإنسان في تغيير مصير المجتمع، تأثير النخبة على إرادات الأفراد في المجتمع، العقل الجمعي، دور الأسرة في حفظ الهوية الاجتماعية أو ضياعها،  تأثير السنن الإلهية على المجتمع. بعض السنن الإلهية الحاكمة على المجتمعات والتاريخ عبارة عن: إرتباط التطورات الإجتماعية مع نفس وإرادة الإنسان؛ وفور النعمة بسبب التقوى؛ العدالة والثبات؛ العذاب وعقاب المجتمع في حال إنتشار الظلم، الفساد، المعاصي وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إمهال وإستدراج وسلطة المؤمنين على أهل الباطل، سنة تمحيص المؤمنين. أسباب التحولات الاجتماعية سواء باتجاه الإزدهار أو الانحطاط، مع التأكيد على أثر القيادة الإلهية، ولاية الحق والباطل والتقوى الاجتماعية.

5. أسس معرفة القيم: تدرس أهمية تحقيق القيم في التقدم الدنيوي والسعادة الأخروية للإنسان وخصائص القيم وأهمها: الإطلاق والشمولية، بالإضافة إلى التمييز بين منابع أصول القيم وفروعها حيث يمكن اكتشاف أصولها عن طريق العقل والفطرة، وفروعها عن طريق الكتاب والسنة. منظومة القيم في الإسلام والتي يمكن بيانها حسب علاقات الإنسان الأربع، أي علاقته مع الله، مع نفسه، مع أفراد نوعه ومع الطبيعة.

6. أسس معرفة الدين: فلسفة الدين والغاية منه بعنوانه منظومة معرفية معيشية شاملة نزلت من قِبل الباري تعالى لتوفي الكمال والسعادة الدنيوية والأخروية لأبناء البشر. خصوصيات الدين المطلوب وأهمها: الكمال، الشمولية، العالمية والصلاحية لكل زمان ومكان، والتي لا تتوفر اليوم إلا في الدين الإسلامي. توافق الإسلام مع النظام الكوني وخلقة الإنسان وقدرته على توفير الحاجات الإنسانية النظرية والعملية، الفردية والإجتماعية والدنيوية والأخروية. بالتالي فإن الإسلام هو سبيل الإنسان الوحيد لبناء الحضارة. تعريف الإسلام والوحي بمنابع بناء الحضارة الإسلامية والإزدهار الاجتماعي: الأصول والقيم والتعاليم الإسلامية، بالإضافة إلى تأكيده على التعقل والتمسك بالمعرفة البشرية والتجارب العقلائية.

 

مُنطلقات الحضارة الإسلامية الحديثة

ذكر الإمام الخامنائي دام ظلّه مبادئ ومنطلقات بناء الحضارة الإسلامية الحديثة في بياناته كما حدد التدابير العملية التي تساعد المؤمنين على الإنطلاق الفعلي في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، ومنها مايلي:

1/ أن تكون الحركة فاعلة وليست انفعالية مع حفظ الاستقلال الفكري

يجب أن لا نكون أمام المشروع الغربي مثل المُتّهَم الذي يريد أن يدافع عن نفسه، يجب علينا حفظ استقلالنا الفكري، هذه هي الخطوة الأولى. إنّ الثقافة الإسلامية غنية وقوية، في حين أن الثقافة الغربية مُنحلّة وساقطة ومُنهارة! أيهما أكثر: إحصائيات ضرب المرأة في الدول الإسلامية، أم إحصائيات قتل المرأة في الدول الغربية فضلاً عن إحصائيات ضربها. يجب أن لا نقع فريسة للشعارات البرّاقة التي يكرّرها نظام الاستكبار على مسامع جميع الشعوب مثل: حقوق البشر، حقوق المرأة، الديمقراطية، الحرية..

 

وهذا اختلاف أساسي ومهم بين الحضارة الإسلامية الحديثة التي ندعو إليها وبين موقعية الشعوب في التفكر الغربي، عندما نُصِرّ على تبليغ الإسلام للشعوب واستعراض نموذج الحضارة الإسلامية الحديثة، فإنّ هذا لايعني الهيمنة على أراضيهم أو الاعتداء على حقوقهم أو التحكم في تحديد مصيرهم، ولايعني إجبار المجتمعات والشعوب على أخلاقنا وثقافتنا الإسلامية، بل يعني أننا نستعرض نِعم الله تعالى علينا مع التأكيد على أنّ هذه النّعمة والهدية الإلهية هي لجميع الشعوب، ومن حق الجميع أن يتلذذ بها، إنّ استعراضنا لهذا النموذج ودعوة الشعوب للنظر إليه وتطبيقه لايعني إجبارهم على ذلك بل لا معنى للإجبار في اختيار منهج الحياة ولا يفيدنا في تحقيق الهدف وهو صناعة الإنسان المسؤول والحر في تحديد مصيره وفي تحمل مسؤولياته الاجتماعية باختياره وعن بصيرة. إنّ استعراض نموذج الحضارة الإسلامية الحديثة يُوقظ الشعوب ويحفّزهم لاختيار الإسلام كمنهج حياة، يجب أن يختاروا هم بأنفسهم وبتشخيصهم هم طريق الحق وهو طريق الإسلام، هذا الطريق الذي تمارس قوى الاستكبار كل وسائل التضليل كي لاتراه الشعوب ولا تطمح حتى إلى تجربته، فضلاً عن اتخاذه منهجاً.

لكي نتخلص من حالة التبعية الغربية والتأثر الفكري بالغرب يجب أن نؤمن بقدرة الشعوب الإسلامية على تحقيق الاكتفاء الذاتي وأن نشارك وندعو إلى تفعيل الطاقات الموجودة في المجتمعات الإسلامية عموماً وفي مجتمع النموذج المصغّر للدولة الكريمة خصوصاً. يجب أن يؤمِن الناس بقدراتهم و أنّ لديهم مسؤوليات تجاه بناء الحضارة والمجتمع الإسلامي إلى جانب مسؤولياتهم الشخصية. إنّ العدو يلقّن الناس بأنكم لا تستطيعون الاستقلال عن الدول الكبرى، ويعبّىء أذهان الناس بشتى الوسائل بهذه الأوهام. لكننا قادرون على مواجهة هذه المشكلة ومعالجتها بالإعلام المُضاد وإبراز قبح الحياة الاستهلاكية واستعراض الحرية الفكرية الحقيقية وحلاوة الإنجاز وقدرة كل الشعوب على الإنجاز والاستقلال، وذلك بالتركيز المكثف على تفعيل الطاقات والثقة بقدراتها الكبيرة والعظيمة.  

2/ التأكيد على وحدة الهدف والمسار بين النخب في المجتمعات الإسلامية

 استعرض السيد الإمام الخامنائي مراتب الوحدة في مؤتمر الوحدة سنة 1389 واعتبر أدنى مراتبها والخطوة الأولى على طريق اتحاد العالم الاسلامي: بأن تتجنّب المجتمعات والحكومات والدول والقوميات والمذاهب الإسلامية التطاول على بعضها البعض، وتلتزم بعدم الطعن في بعضها البعض، هذه هي المرتبة الأولى. وهناك مرتبة ثانية أعلى من ذلك هي: الاتحاد في مواجهة العدو المشترك، بحيث يكون الاتحاد واقعيا وكافيا في ردع العدو عن التحكم في الشعوب الإسلامية، وهناك مرتبة ثالثة أعلى وهي: أن يدافع كل مجتمع إسلامي عن الآخر، وهناك مرتبة رابعة أعلى للوحدة بين المسلمين هي: أن تتضامن وتتضافر جهودها مع بعضها البعض من أجل الترقي على صعيد العلم والثروة والأمن والاقتدار السياسي، على كل مجتمع متقدِّم في أحد هذه الأصعدة أو جميعها أن يأخذ بيد المجتمعات الأخرى التي سبقها، كل ذلك بهدف الوصول الى الحضارة الاسلامية الحديثة والتي هي الهدف المنشود.

 

هذا بالإضافة إلى إنّ كل من ينتمي إلى خط السيدَين يهدف إلى أن يعرّف إيران للعالم على أنها النموذج الوحيد للدولة الإسلامية والمؤهَّل للتأسيس لبناء حضارة إسلامية حديثة، وأنها الدولة المُمهّدة لظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف. وأنّ المشارَكة في بنائها هو مشاركة في بناء الدولة الكريمة بالتالي سيكون هدفنا واحد ومسيرنا واحد وإن اختلفت مواقعنا الجغرافية ولغاتنا... وعندما نتمكن من تحقيق هذا النموذج فإنّ المجتمعات الإسلامية الأخرى -منها مجتمعاتنا التي نعيش فيها- سوف تتحرك باتجاه التحول الحضاري.

مشكلتنا اليوم -وهي ترجع إلى قرنين سابقين- أنّ الاستكبار والاستعمار العالمي يستعمل أداة التفرقة بين المجتمعات الإسلامية، خصوصا بين النخب للهمينة على مجتمعاتنا.

3/ تربية نسل ثوري على بصيرة بأُسُس الحضارة الإسلامية الحديثة  من خلال ترسيخ محورية الأسرة

يعتقد السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه أنّ النسل الذي يمكنه أن يرفع راية الحضارة الإسلامية الحديثة ويساهم في إقامتها، يتمتع بخصوصيات ثم يتساءل حفظه الله: من هم الشباب الذين يمكنهم دفع المجتمعات الإسلامية باتجاه بناء الحضارة الإسلامية الحديثة؟، فيطرح نظرية (الشباب الثوري المسلم) ويذكر خصوصياتهم، وهي: الشجاعة، العلم، الإيمان والتديّن بمعناه الواقعي الذي مر ذكره، الابتكار، العزيمة القوية والإصرار على التقدم، نسل غيور على الإسلام ويثق بمواهبه وقدرته البدنية والفكرية على بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، عنده رغبة عالية في المشاركة في البناء الاجتماعي وشعور بالمسؤولية، نسل يسلِّط أنظاره على الهدف ومُستعد لمواجهة العقبات بشجاعة، يعبّر أمير المؤمنين عن هذه الحالة بقوله: «اَعِرِ اللهَ جُمجُمَتَک»، يتحرك بجدية نحو الهدف، لا يخاف من العدو ولا من التهديد، ولايغفل أو يتكاسل بل يُسخّر حياته من أجل إقامة الحضارة الإسلامية الحديثة، يمكن اختصار كل هذه الخصوصيات في كلمتين: (النسل الثوري) هذا هو ما نحتاجه، وهنا تأتي محورية الأسرة ودور المرأة في تربية النسل الثوري، هذا هو الرصيد ورأس المال الذي نعتمد عليه في النهضة.

إنه دور المربين والمعلّمين إلا أنّ للأسرة محورية في تربية النسل الثوري، كما أنّ المؤثر في أعماق الأسرة وبنائها الروحي والعاطفي هو المرأة. يقول السيد الإمام الخامنائي: " إذا التزمت المرأة بالأسرة وتربية أولادها، وإذا اهتمت بإرضاعهم وإعطائهم الحب بأحضانها الحنونة، وإذا ما غذّتهم الثقافة الصحيحة وعلّمتهم الأحكام والقصص القرآنية والمواقف التعليمية والتربوية، وأيضاً إذا استفادت من كل الفُرَص والأوقات لتغذي أطفالها هذا الغذاء الجسماني، تستطيع أن تقدم للمجتمع جيلاً رفيعاً ورشيداً. وكل هذه الأعمال التي تقوم بها المرأة لا تنافي مع طلبها للعلم أو ممارستها التدريس أو السياسة وغيرها من النشاطات الأخرى." فمَنْ هي المرأة التي يمكنها أن تشارك في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة؟ لقد أجاب السيد الإمام الخامنائي دام عزّه عن هذا السؤال بتأسيس نظرية أطلقَ عليها عنوان (النموذج الثالث للمرأة) أو (المرأة في نموذجها الثالث). هذا ما سيتم تبيينه في الفصل الثاني.

 

الفصل الثاني: نظرية (النموذج الثالث للمرأة) في بيانات الإمام الخامنائي

يقول السيد الإمام الخامنائي: "يبدو أن الذريعة التي يتمسك بها الغرب تجاه الإسلام -جهلاً منهم بحقيقته أو عن سوء نية وتخطيط- هي موضوع المرأة، وذلك بعْدَ عجزهم عن مواجهة هذا الدين الذي يجيب الإنسان عن جميع التساؤلات حول الوجود وأسبابه وصفاته وهدف الإنسانية ومنشئها وجميع الأحكام العملية في الدنيا حتى " الارش في الخدش" كما يعبّر الإمام الصادق (عليه السلام)." لقد استغلوا مسألة المرأة وأثاروا الشبهات حول موقعيتها في الإسلام.

إنّ المرأة التقليدية التي تتَّبِع الماضين بعينين مغلقتين والمرأة اليوم التي تتبع غيرها سواء الشرقي أو الغربي بلا وعي، كلاهما مذمومتان في النظرية الإسلامية للمرأة. إنّ المرأة الصالحة في الإسلام هي التي تعلم ماذا تعمل، هي التي تضع لها هدفاً لتصل إليه، وتربي أطفالها لتوصلهم إلى ذلك الهدف المنشود.

عندما تريد المرأة المساهمة في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة والدولة الكريمة، لابد لها من تحديد منهجها في الحياة، وتمييزه عن المناهج الموجودة في الساحة.

النظريات في مناهج حياة المرأة

لقد انتهجت المرأة طوال تاريخها أحد مناهج ثلاثة في الحياة، هي مايلي:

المنهج الأوّل: منهج حياة المرأة الشرقيّة

المرأة الشرقية وكل النساء في العالم تعرضن الى ظلم طوال التاريخ، وإلى تحقير في كل المجتمعات لأنها جسم لطيف وضعيف وظريف، كانت بعض المجتمعات تجبر المرأة على المبيت في الحظيرة وإرضاع أطفال الخنازير، أو في دعاء محرَّف عند اليهود: (الحمدلله حيث لم تخلقني امرأة أو كافر) أو وأد البنات في جزيرة العرب، هذا ما يتعلق بالمرأة الشرقية قبل الإسلام، أما بعد الإسلام وبعد الإنحراف عن ولاية الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، حصلت انحرافات فكرية كثيرة، كان من ضمنها الإنحراف عن موقعية المرأة في الإسلام فانتشر في الأمم الإسلامية أنّ المرأة يجب أن تتبع الماضين بعينين مغلقتين، يجب أن تبقى حبيسة البيت، وتسخّر كل طاقاتها لزوجها وأولادها، ويجب أن لا تتعلّم، وينبغي أن لا يكون لها دوراً أساسياً في بناء المجتمع وما إلى ذلك مما عُرف بالنظرة التقليدية للمرأة.

المنهج الثاني: منهج حياة المرأة الغربيّة

أما المرأة الغربية: يُعرف هذه المنهج بمنهج (تحرير المرأة)!. ترجع الموقعية الفعلية للمرأة الغربية اليوم إلى الثورة الصناعية حيث خرجت المرأة إلى المجتمع وسوق العمل، بعنوانها عاملة رخيصة التكلفة (عاملة بسعر منخفض!!) ، ولا تزال هي كذلك، أي أنها آلة أيضاً كما كانت، فقط اختلفت الأعمال التي تقوم بها هذه الآلة! في الاقتصاد: الرتبة الأولى في التجارة لمستحضرات التجميل، ألا يعني ذلك أن المرأة أداة ووسيلة؟

المرأة الغربية تعاني الانهيار في كل أبعاد هويتها، في الأسرة، تربية الطفل، علاقتها الزوجية، محيط العمل، ولديها مشاكل كبيرة وكثيرة، لا أقصد أننا ليس لدينا مشاكل ولكن مشاكل المرأة الغربية مختلفة جداً. كما أنّ أكثر مشاكلنا اليوم في قضايا المرأة ناشئة من أنّ كثير من النساء المسلمات قد تأثّرن بالنموذج الغربي للمرأة، قد يتصوّر البعض أنّ المرأة الغربية سعيدة، وأنها وصلت إلى حقوقها، وأنها تستطيع أن تأخذ حقوقها بواسطة القضاء، ولهذا اتخذها بعض النساء نموذجاً لهنّ! . إنّ المرأة الغربية لا يمكنها أن تكون نموذجاً أبدا لأنها تعيش الانهيار والاضمحلال.

منظمة الأمم المتحدة: تحاول أن تُنشئ مجموعة من الفتيات بمقياس صفر، وهو المقياس النموذجي، ذلك من خلال سوء التغذية، بحيث يصبح الطول 170 والوزن 40 إلى 45، هذا يقتل المرأة بدنياً وروحياً، لكنها تصبح مشروعاً رابحاً اقتصادياً خاصة في الإعلانات، ومسلسلات الترويج إلى العلاقات المُحرّمة، للمرأة في الإعلانات أثر كبير وواضح حتى في المجلات العلمية للجامعات الأوربية، نادراً ما تجد مجلة بدون صور مُستهجنة.

لقد اضطرَّت الدولة إلى وضع قوانين ممتازة للأمهات بلا زواج، لكي تحفظ تربية الأطفال وتعليمهم، إنها تقدم رعاية صحية للأطفال وتعليماً مجانيّاً والكثير من القوانين، إلا أن هذه القوانين لن تغني الأم عن احتياجاتها العاطفية ولن تغني الأطفال عن دفء الأسرة،  ولن تُنتج أطفالاً طبيعيين ومعتدليّ الشخصية.

أحد أسباب العلاقات غير المشروعة -حسب اصطلاحنا- هو أن الدولة وضعت قانوناً جيداً، نعم! هو قانون ممتاز مفاده أنّ الرجل إذا أراد أن يُطلّق زوجته، فإنه يجب أن يعطيها نصف ما يملك من أموال، نتيجة هذا القانون: عزوف الرجال عن الزواج، وإقبالهم على تكوين علاقات خارج علقة الزواج وخارج هذا القانون، حتى يترك المرأة بسهولة متى ما أراد.

إنّ أطفال هذه العلاقات هم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض النفسية وللإعتداء الجنسي من الأطفال العاديين -أي الذي ولدوا في أسر شرعية ضمن علاقة زوجية قانونية-. وذلك لأنه إذا كانت الأم ليس لها هوية، و إذا كانت أداة يُتلاعَب بها، فمن الطبيعي أن يُصبِح أبناؤها أشدّ منها في كونهم أدوات للغير!. هناك برنامج تلفزيوني بعنوان (جيرمي كايل) أحد مهامّ هذا البرنامج أنه يقوم بتعريف الأم والأب على أبنائهم الحقيقيين والعكس، يذهب الطفل الى بانك DNA، ليعرف من هو والده الحقيقي ثم يأتي في هذا البرنامج!! إذا شاهدتم بعض حلقاته ستعرفون البلاء الذي يعيشه الأطفال هناك!، قبل سنوات وقعت فاجعة هزّت أمريكا، حيث انتحر 50 طفلاً دفعة واحدة على الهواء مباشرة، انتحروا لأنهم لم يكونوا يعرفون مَن هم آباءهم! وأمام مرأى الناس عبر الإنترنت بالبث المباشر.

بعض النساء يُصبِحن أمهات بلا زواج عمداً لإعتقادهنّ أنهُنّ إذا كنّ قد حُرِمن من الزواج، فلماذا يجب أن يُحرَمن من الأمومة! هؤلاء تساعدهن الدولة، هناك قوانين ممتازة لهنّ حيث توفر لهن الخدمات الصحية والتعليم والمال، وتوفر فرص عمل للأم. لأن المرأة لوحدها لا يمكنها تربية الطفل، فالدولة يجب أن تساعدها لكي تبني المجتمع وتحافظ عليه. هناك مساعدات جيدة للنساء، مما يجعل المرأة تتجرأ أن تدخل في تجارب عديدة مع الرجال لعل أحدهم يختارها زوجة قانونية،  ولعلها في كثير من هذه التجارب تنجب أطفالاً دون أن يقع الزواج فعلاً!

كل هذه القوانين التي وضعت لحماية الأطفال ومساعدة المرأة لم تغنِ المرأة ولا الأطفال ولم تربِّهم، لم تستطع تلك القوانين حفظ المرأة أو إسعادها، يقول السيد الإمام الخامنائي: " إذ لم تحلّ القيم المعنوية مكانها الطبيعي، وإذا لم تكن هي السائدة في نظام من الأنظمة، سوف تخلو القلوب من القوة المعنوية الإلهية وسيجد الرجل طريقه لممارسة الظلم بحق النساء مستعيناً بقدرته الجسمانية المادية."

هذا بالإضافة إلى المساندة العاطفية التي تحتاجها الأنثى من الرجل لا تُخلق بالقانون والمساعدات الدولية، لا يمكن تأمينها إلا في علاقة الزوجية، الزواج ارتباط روحين وقلبين، هذه حقيقة وليست قصة، تمتد علاقة الزوجين في الإسلام إلى الجنة، إذا كان الزواج صالحاً يتأثر الزوجان بذلك بل حتى الأبناء.

ما يسمى اليوم بالزواج الأبيض هو كمسح المرأة بمنديل متّسخ، خصوصاً روح المرأة، هذا المنديل شبيه بالمنديل الذي نجده على الأرض ولا نحب أن نلمسه بأيدينا فضلاً عن أن نستعمله، إنّ المرأة في العلاقات غير المشروعة تعيش شعوراً شبيه بشعورنا الذي نعيشه تجاه هذا المنديل؛ لأنه يتم اللعب بها: ببدنها بروحها بمشاعرها، كيف لمثل هكذا امرأة أن تصبح أُماً وكيف ستحب زوجها إذا تزوجت؟

 

لعلَّ أكثر امرأة تبرز عدم رضاها من كونها امرأة هي المرأة المسلمة!! خاصة فتيات اليوم. تقف اليوم المرأة بقوة وتقَحُّم أمام الرجال في المجتمع، حتى تذهب جاذبيتها الأنثوية وتضيع هويتها الإنسانية.

نعم! يجب أن تخرج المرأة للمجتمع لكن بفنها وبقلمها وبكتاباتها. أما هويتها الجنسية يجب أن تبقى في الأسرة.

إنّ المرأة الغربية في عالم اليوم مُحقّرة، لكن المرأة في العالم الإسلامي هي التي تحقّر نفسها باتخاذها النموذج الغربي المُنهار قدوة لها.

يجب على المرأة أن تحترم نفسها وأن تُؤمن بقدراتها وإنسانيتها، إنّ المرأة تنطوي على إمكانيات هائلة من فن وجمال مُعجِز في كل الأعمال التي تحتاج إلى تنظيم، وقدرة خاصة في معالجة الأمراض النفسية والروحية في المجتمع. أوضح مثال على ذلك: هو قدرة المرأة على معالجة مشاكل الأسرة، إنّ العُقَد الروحية في الأسرة بمثابة عقدة الصوف، ذات الخيوط الرقيقة الدقيقة، لا يمكن فكّ هذه العُقَد بسهولة، لكن الأم تستطيع ذلك ببراعة وفن. إنّ مشكلتنا الرئيسية فيما يرتبط بالمرأة هو عدم شعور المرأة بقدرتها الباهرة على معالجة مشاكل الأسرة، وتشبثها بالنموذج الغربي للمرأة في كل تفاصيل حياتها: في الغذاء، الملبس، المسكن، فضلاً عن الشخصية والهوية والاهتمامات والطموح!. مشكلتنا النسخ واللصق من الغرب.

المنهج الثالث: منهج حياة المرأة الفاطمية

وهو النموذج الذي طرحه الإسلام وكانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام نموذجاً له في حياتها. إنّ الإسلام  يُنظّر إلى نموذج المرأة المسلمة تنظيراً يتميز بالشمولية، يقول السيد الإمام الخامنائي: "نظّر -أي الإسلام- إلى جسدها وروحها وعقلها وعاطفتها وإلى جميع مراحل طفولتها وشبابها وشيخوختها وإلى أمومتها وإلى بنوتها وإلى حياتها مع زوجها وإلى محيطها الأسري وإلى كونها فرد من أفراد المجتمع وإلى حياتها في الدنيا وما بعدها في جميع العوالم التي ستمر بها."، إذن نظرية سماحة السيد الإمام الخامنائي دام ظلّه التي عنونها بـ(النموذج الثالث للمرأة) أو (المرأة في نموذجها الثالث) هي نظرية الإسلام للمرأة، وقد دعى النساء المسلمات وغيرهنّ للتعرف على هذا النموذج المتمايز تماماً والمستقل عن النموذجين السابقين.

مُنطلَقات النموذج الثالث للمرأة

ذكر الإمام الخامنائي دام ظلّه مبادئ ومنطلقات المرأة، التي تنطلق منها للمساهمة في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة والتي تمثّل مُنطلقات نظرية (النموذج الثالث للمرأة)، كما حدد التدابير العملية التي تساعد المؤمنات على الإنطلاق الفعلي في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، ومنها مايلي:

1/ لا شرقية ولاغربية

إنّ المرأة لا تحتاج إلى نماذج صناعية وهمية إن هذه النماذج تقلّل من شأن المرأة ومنزلتها الراقية التي وهبها الله إياها، فطبيعة المرأة تتميّز بصلابة إرادتها وسكينتها وهدوئها الروحي. إنّ المرأة الشرقية -بعد انحراف التاريخ الإسلامي- منزوية عن المجتمع، جالسة في قعر دارها. في حين أنّ المرأة الغربية قد اقتحمت المجتمع وأصبحت آلة يسيء استعمالها أنظمة الاستكبار العالمي.  

نعم! على المرأة أن تتعرّف على النموذجين الشرقي والغربي من مناهج حياة المرأة بهدف رفضهما عن وعي وقوة إرادة، وكي تصل إلى القناعة التامة برفضهما نظريّاً وعملياً، جُملة وتفصيلاً، وكي لا تقع في حبائل كلا النموذجين في مختلف الميادين والأصعدة، فالعلم بهما يحقق للمرأة الحصانة عنهما.

2/ أن تُصدِّق المرأة بأنّ لها دوراً اجتماعياً حيّاً وفاعلاً (وليس مُنفعِلاً)

على المرأة أن تصدق بأنّ هناك نموذجاً ثالثاً يمكن أن تتخذه منهجاً لحياتها، بعد أن تدرك غايته وهو تأسيس الحضارة الإسلامية الحديثة، وعليها أيضاً أنّ تصدّق بأنَّ قوّتها تكمُن في ترسيخ الأسس المعرفية للحضارة الإسلامية الحديثة مع التأكيد على الإيمان بالله والعفة.

إذا أرادت المرأة المشاركة في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة فإنّ المجال مفتوح أمامها، بل يجب عليها المشاركة في التمهيد إلى الدولة الكريمة، لكن بعد ترسيخ الأسس المعرفية التي ذكرناها سابقا، مع التركيز على الحجاب والعفة والحياء وأن تبتعد عن مسألة الاختلاط. ينقل السيد الإمام الخامنائي الرواية: "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم". ثم يقول: "هذا الخطاب لا يخص الرجال فقط بل يخاطب النساء أيضاً، على النساء أن يهتمْنَ بشؤون المجتمع والعالم الإسلامي بل بكل ما يحدث في العالم ويعتبر هذا واجب إسلامي". لقد أراد الإسلام من المرأة أن تظهر أمام المجتمع من خلال عقلها وإنسانيتها، لا من خلال نظرة دونية تتعلق بالشهوة والإثارة وإظهار المفاتن، فكلما أرخينا الستر وألقينا الظلال على مفاتن الجسد التي تثير الآخرين وتوقع في الفتنة وتظهر المرأة مبتذلة ورخيصة كلما ألفتنا الانتباه أكثر وسلطنا الضوء على ما هو أبعد من الجسد حيث تكمن قيمة المرأة في إبداعها الفكري والعقلي وفي جمالها القلبي والعاطفي وفي رقيها النفسي والروحي وفي طهارتها وسموها وارتباطها بالله تعالى. فالمرأة كنز إذا حافظنا عليه أو حافظت هي عليه بأن يكون مستوراً فإنه لن يكون عرضة للسرقة أو السطو.

3/ على المرأة أن تتحرّر من هيمنة الحرية الغربية الوهمية

لقد عمَدَ الغرب إلى تقسيم البشرية إلى طرفين، أحدهما ينتفع والآخر يُنتَفع به، وخصّت الطرف الأول بصنف الرجال والطرف الثاني بصنف النساء. لقد عملت على غرس هذا التقسيم في شعوبها وشعوب العالم بشكل غير مباشر لسنوات طويلة وبطرق متنوعة وبوسائل إعلام قوية، بحيث أصبح هذا التقسيم أساساً في اتخاذ القرار عند الجنسين دون أن يشعروا بتقيّدهم به!، هكذا رسموا للمرأة شأنها الاجتماعي -كما رسموا للرجل-، لذلك عندما تريد المرأة الغربية أو المتأثرة بالنموذج الغربي أن تفتح لها مجالاً في المجتمع فإنها تفتحه بمفاتننها وجاذبيّتها الجنسية. تفعل ذلك لأن هذا ما تلقّنته في عقلها اللاواعي وبشكل غير مباشر. يجب أن تنتقل المرأة من حالة اللاوعي إلى الوعي، يجب أن تشعر بهذا القيد كي تتمكن من تلمّسه في ذاتها ومتابعة آثاره في قراراتها وعزمها وصبرها، فتقيس شدّة رسوخه فيها ثم تعمل على استلاله من جذوره المغروسة في كيانها مع المراقبة والمحاسبة المستمرة لمدى حضور هذا القيد الفكري فيها.

هذه هي خلاصة المُنطَلقات التي يؤكّد عليها السيد الإمام الخامنائي عندما يتحدث عن نظرية (النموذج الثالث للمرأة) في بياناته ولقاءاته حفظه الله. وقد صرّح سماحته في إبلاغه بضرورة الأخذ بهذه النظرية كعنصر فاعل وأساسي من عناصر مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة، هذا المشروع الذي يجب أن يرسّخ هذا النموذج الخاص بالمرأة في النموذج المصغَّر للدولة الكريمة ومقرّه الجغرافي (إيران)، وفي نفوس كل من يشارك في بناء هذه الدولة من المجتمعات الإسلامية، التي تتحد في الهدف والمسير والخط، خصوصاً النساء منهم. كي ينتشر النموذج الثالث للمرأة بالتدريج في المجتمعات الإسلامية مع انتشار واتساع مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختارنا من الممهّدين لهذا المشروع المبارك. نكتفي بهذا المقدار والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

 

المصادر

الكتب:

➢ القرآن الكريم

1. السيد الإمام الخامنائي، مكانة المرأة في الإسلام، موقع دار الولاية الإلكتروني.

2. هم‌اندیشی بررسی مسائل و مشکلات زنان؛ اولویت‌ها و روی‌کرد‌ها، مركز زن وخانواده، قم: 1380 هـ ش.

المواقع الإلكترونية:

1. https://www.leader.ir/ar

2. https://olgou.ir/index.php/ar

3. https://farsi.khamenei.ir/

الدروس الصوتية:

محاضرات الأستاذة الدكتورة فرشته روح افزا، في جامعة شريف بطهران، سنة 1438هـ ق، بعنوان: المرأة اليوم (زن امروز).

 

 

  • 24 January 22 ، 16:49

بسم الله الرحمن الرحيم

برامج الذكرى السنوية الأولى

لرحيل آية الله محمد تقي مصباح اليزدي أعلى الله مقامه

1443هـ

ت عنوان المحاضرة الرابط
1 مشاريع المصباح ومنهجه في شرح الادعية
2 منهج الشيخ المصباح الابتكاري على المستويين الفكري والاداري في اطار الحوزة التقليدية
3 نظرية الاعتبار وثمارها عند الشيخ المصباح أعلى الله مقامه
  • 22 January 22 ، 06:25

بسم الله الرحمن الرحيم

البرنامج السنوي لملتقى: دراسات معاصرة في قضايا المرأة والأسرة (سبْك الحياة الفاطمية)

للعام 1443هـ

شعار البرنامج : المرأة والحضارة الإسلامية الحديثة 

ت العنوان الرابط نوع الملف  المُلحقات
1 التعريف بالمسارات الفكرية في معالجة قضايا المرأة وأهدافها محاضرة
2 التفكر المشترك 1: مباني كل مسار فكري 
3 التفكر المشترك 2: نتائج كل مسار فكري فيما يتربط بملف المرأة والأسرة
4 التفكر المشترك 3: الأولويات في قضايا المرأة والأسرة وأسبابها
5 التفكر المشترك 4: منهج العمل المطلوب في قضايا المرأة والأسرة وتوزيع المهام
6
7
  • 17 January 22 ، 21:26

بسم الله الرحمن الرحيم

إطلالة على قضايا المرأة والأسرة

و أثرها على تجديد الفكر في بناء الحضارة الإسلامية

  • 10 January 22 ، 22:36