رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

۸ مطلب با موضوع «المدونة :: قسم الأطفال والناشئة» ثبت شده است

أسوة: من هي زينب عليها السلام

| Monday, 31 July 2023، 08:46 PM

أسوة: من هي زينب عليها السلام






















  • 31 July 23 ، 20:46

قيَم: السيدة رقية عليها السلام














  • 31 July 23 ، 20:37

قيم: الحجاب تاج أحباب الله

| Monday, 31 July 2023، 08:32 PM

قيَم: الحجاب تاج أحباب الله











  • 31 July 23 ، 20:32

طفلي يسأل: عن الملائكة

| Monday, 31 July 2023، 08:24 PM

طفلي يسأل: عن الملائكة













  • 31 July 23 ، 20:24

شفيعي القرآن 1: دفاعا عن القرآن













  • 31 July 23 ، 20:16

أريد أن أصوم

| Monday, 31 July 2023، 08:07 PM












  • 31 July 23 ، 20:07

قصص الصالحين العقائدية 2: كيف أرى الله؟


بَحَثَتْ سَكِينَةُ عَنْ اللهِ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةُ وَ الحِصَانَ الجَمِيلُ وَ الغَزَالَ السَّرِيعُ, ومذ بَحَثَتْ وَ عَرَفَتْ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي کل مکان, تَمَنَّتْ أَنْ تَرَى الله وَ تُخْبِرهُ بِمَحَبَّتِهَا لَهُ, وَ أَن تکتب ذَلِكَ فِي کل دَفَاتِرهَا.

إِلَى أَنْ ذَهَبَتْ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى وَالِدِهَا وَ جَلَسَت بِجَانِبِه وَ سَأَلَتْهُ: أَبِي الحَنُونُ: کيف أَرَى اللهَ?.

نَظَرَ إِلَيْهَا الأَبُ متبسّمًا, وَ أَخْرَجَ مِنْ الدُّولَابِ بَالُونًا وَ نَفَخَهُ وَ سَأَلَهَا: سَكِينَةُ عَزِيزَتُي مَا هُوَ شکل الهَوَاء المَوْجُود بِدَاخِلِ البَالُونِ? 

 

أَجَابَتْ: لَا اِعْلَمْ!, لَمْ أَرَهُ حَتَّى الآنَ.

فَقَالَ الأَبُ: إِذَا أَرَدْتِ رُؤْيَتهُ عَلَيْنَا أَنْ نُفَجِّرَ البَالُونَ يَا اِبْنَتِي!.

ولکون سَكِينَةُ تَبْحَثُ عَنْ جَوَابِ سُؤَالِهَا, أَخَذَتْ الدَّبُّوسَ وَ هِيَ فِي حَالَةٍ مِنْ الذُّهُولِ وَ التَّعَجُّبِ وَ فَجَّرَتْ البَالُونَ.

برأيکم مَاذَا حَدَثَ يَا أَطْفَالٌ؟.

مَا هُوَ شکل الهَوَاءُ الَّذِي رَأَتْهُ سَكِينَة حِينَ فَجَّرَتْ البَالُونَ؟.

هَلْ يمکن أَصْلاً أَنْ نَرَى الهَوَاءَ؟! 

 

قَالَ الأَبُ: اللهُ أَيْضًا هکذا, بِجِوَارِنَا, وَ لکننا لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهُ.

غَرِقَتْ سَكِينَةُ فِي التفکير...

 

 

 

بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ.

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ إِلَى أُمِّهَا فِي المَطْبَخِ, وَهِيَ لَا تَزَالُ تَفَكِّرَ فِي سُؤَالِهَا عَنْ اللهِ, فَقَرَّرْتِ أَنْ تَسْأَلَ أُمَّهَا....

 

أُمِّي: کيف يمکنني أَنْ أَرَى إِلَهِي الحَبِيبُ?. کانت أُمُّهَا تُعِدُّ المکرونة وَ رَائِحَةُ الطَّعَامِ قَدْ مَلَأَتْ المَكَانَ, فَسَأُلَتهَا أُمُّهَا: هَلْ تَشُمِّينَ رَائِحَةَ المکرونة الشَّهِيَّةَ الَّتِي تَتَصَاعَدُ مِنْ هَذَا القِدْرِ? هَلْ تَرِينَ الرَّائِحَةَ حَوْلَ القِدْرِ يَا صَغِيرَتِي؟ 

 

 

ضحکت سَكِينَةُ وَ قَالَتْ: وَهَلْ يمکن أَنْ تَرَي الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ أَوْ حَتَّى الرَّائِحَةُ الكَرِيهَةُ?! لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَةَ الرَّوَائِحِ يَا أُمِّي.

 

فَأَجَابَتْ الأُمُّ: نَعَمْ يَا وَرْدَتِي, أَنْتِ مُحِقَّةٌ, لَا يمکن رُؤْيَة الرَّائِحَةُ بِأَعْيُنِنَا أَبَدًا, لَكِنَّنَا نَشْعُرُ بِهَا. وَالله هکذا أَيْضًا, إِنَّهُ فِي کل مکان لکن لَا يُمْكِنُنَا رُؤْيَتُهُ, تَمَامًا مِثْلَ رَائِحَةِ الطَّعَامِ الجَيِّدَةُ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْجَاءَ البَيْتِ ولکننا لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهَا.

 

فِي أَحَدِ أَيَّامِ الشِّتَاءِ القَارِسِ, أُصِيبَ شَقِيقُ سَكِينَةِ الصَّغِيرِ بِنَزْلَةِ بَرْدٍ.

 

ذَهَبَ الجَمِيعَ إِلَى الطَّبِيبِ, كَانَ طَبِيبَ الأُسْرَةِ هُوَ خَالُ سَكِينَةَ, فَحَصَ الخَال شَقِيقَ سَكِينَة وَ تَبَادَلَ مَعَ سَكِينَةِ التَّحِيَّةِ ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ أَخْبَارِهَا.

 

سَأَلَ الخَالُ: سَكِينَةُ العَزِيزَةُ, مَا الَّذِي تَعَلَّمْتِهِ مُؤَخَّرًا؟.

قَالَتْ سَكِينَةُ: خَالِي الحَبِيبُ, أَحَبَّ أَنْ أَرَى اللهَ ولکنني لَا أَعْلَم کيف أَرَاهُ.

 

أَجَابَهَا الخَالُ بِفُضُولٍ: يَا للروعه, إِذَا وَجَدتي الجَوَاب, فَلاَ بُدَّ أَنْ تُخْبِرينِي أَنَا أَيْضًا.

قَالَتْ سَكِينَةُ: حَسَنًا خَالي العَزِيزِ, لَكِنَّنِي أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تُسَاعِدَنِي.

 

فکّر الخَالُ قَلِيلًا, ثُمَّ قَالَ:

سَكِينَة, حَلْقُ أَخِيك يُؤْلِمُهُ, أَ لَيْسَ کذلك?.

رَدّتْ سَكِينَةُ: أَجَلْ.

قَالَ الخَالُ: عزيرتي سَكِينَةُ, تُوجَدُ طَاوِلَةٌ بِجِوَارِ غُرْفَةِ الفَحْصِ.

اِذْهَبِي هُنَاكَ وَاُرْسُمِي لِي شکل أَلَمُ حَلْقِ أَخِيك.

رَدَّتْ سَكِينَةُ: خَالِي, وکيف لِي أَنْ أَرْسُمَ أَلَمَ الحَلْقِ؟!.

قَالَ الخَالُ: يَجِبُ أَنْ تفکري أکثر.

بِرَأْيِي أَنَّ هَذَا الرَّسْمُ يمکنه مُسَاعَدَتُكِ فِي الوُصُولِ إِلَى الجَوَابِ عَنْ سُؤَالِك: كَيْفَ نَرَى اللهَ؟ 

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ وَ قَدْ اِزْدَادَ فُضُولُهَا وَ غَرِقَتْ فِي التفکير فِي الرَّسْمِ الَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ خَالُهَا

 

سَكِينَةُ: لَا أتمکن مِنْ رُؤْيَةِ الأَلَمِ لِأَرْسُمَهُ, وَ لکنني أَعْلَمُ بِوُجُودِهِ.

 

سَأَلَهَا الخَالَ: مَا هِيَ الأَشْيَاءُ الأُخْرَى الَّتِي لَا تَرَيْنَهَا وَ لکنك تَعْلَمِينَ بِوُجُودِهَا?.

 

 وَ اِعْلَمْ بِوُجُودِ الرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ فِي غِذَاءِ أُمِّي الحَبِيبَةِ, لَكِنَّنِي لَا أَرَى الرَّائِحَةَ بِالرَغْمِ مِنِّ أَنَّنِي مُتَأَكِّدَةٌ مِنْ وُجُودِهَا, إِنَّ رَائِحَةَ غِذَاءِ أُمِّي الرَّائِعَةِ تَجْعَلُنِي آَكِل وَجْبَتِي كَامِلَةً!.

أَحِبَّتِي الأَطْفَال: أَنْتُمْ أَيْضًا هَلُمُّوا تَعَالَوْا وَسَاعَدُوا سَكِينَةَ فِي الرَّسْمِ, اُرْسُمُوا لَوْحَةً وَ أَرُونِي الهَوَاءَ الَّذِي نَتَنَفَّسُهُ.

 صِغَارِي: هَلْ رَسَمْتُمْ؟.

هَلْ فکرتم أَنْتُمْ کذلك فِي سُؤَالِ سَكِينَة؟.

کيف يمکن أَنْ نَرَى اللهَ? وَهَلْ يمکن أَسَاسًا رُؤْيَتُه؟.

فَرِحَتْ سَكِينَةُ کثيرًا لِأَنَّهَا عَرَفَتْ کيف تَرَى اللهَ, هَلْ عَرَفْتَ أَنْتَ أَيْضًا كَيْفَ تَرَاهُ؟.

صَحِيحٌ, يَجِبُ رُؤْيَةُ اللهِ فِي آثَارِهِ وَ عَلَامَاتِهِ, كَمَا عَرَفنَا أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَ يَرْعَانَا بِنِعَمِهِ الكَثِيرَة.

  • 31 July 23 ، 19:57

قصص الصالحين العقائدية 1: أين هـو الله؟

 


سكينة فَتَاةٌ فِي السَّابِعَةِ مِنْ عُمْرِهَا تَعِيشُ مَعَ أَبَوَيْنِ حَنُونَيْنِ.

فِي أَحَدِ الأَيَّامِ، قَرَّرَ الأَبُ أَنْ يُسَافِرَ، تَوَجَّهَتْ سَكِينَةُ نَحْوَ البَابِ لِكَيْ تُوَدِّعُ أَبَاهَا، وَ سَأَلَتْ: أَبِي مَتَّى تَرْجِعُ مِنْ السَّفَرِ؟ قال الأبُ : بعدَ 10 أيَّام.

قَالَتْ الأُمُّ: إِنَّ اللهَ مَعَكَ، يَحْفَظُكِ وَ يَرْعَاكِ. 

سَأَلَتْ سَكِينَةُ أُمَّهَا: اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُرَافِقَ أَبِي؟! عَجَبًا!، أَيْنَ اللهُ ؟! أَيْنَ هُوَ اللهُ؟!  أَنَا لَا أَرَاهُ هُنَا!!.

قَالَتْ الأُمُّ الحَنُونُ: بُنيَّتي، إِنَّ اللهَ الوَاحِدُ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ هُوَ مَعَنا جَمِيعًا، وَ لَنْ يَتْرُكْنَا.

سَأَلَتْ سَكِينَةُ: هَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي أَيْضًا؟ إِذَنْ أَيْنَ هُوَ؟

أَجَابَتْ الأُمُّ: لَنْ تَسْتَطِيعِي أَنْ تَرَيْ اللهَ بِعَيْنَيْكِ الجَمِيلَتَيْنِ!.

قَالَتْ سَكِينَةُ بِدَهْشَةٍ: إِذَنْ مِنْ أَيْنَ أَعْرِفُ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ مَعَي؟

تَبَسَّمَتْ الأُمُّ وَ قَالَتْ: (اُنْظُرِي جَيِّدًا إِلَى كُلٍّ مَا لَدَيْكِ) وَ سَتَرَيْنَ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ مَعَكِ.

برِقت عَينَا سَكِينَةَ وَ قَالَتْ: أُمِّي حَبِيبَتي, أَنَا سَأَذْهَبُ لِأَبْحَثَ عَنْ اللهِ الوَاحِدُ وَ اِسْتِدَارَت مُتَّجِهَةً نَحْوَ المَزْرَعَةِ.

كَانَتْ المَزْرَعَةُ تَقَعُ بِالقُرْبِ مِنْ البَيْتِ، ثُمَّ بَعْدَ المَزْرَعَةِ تُوجَدُ غَابَةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا، اِنْطَلَقَتْ سَكِينَةُ تَبْحَثُ عَنْ محبوبها.

مَنْ هُوَ مَحْبُوبُ سَكِينَة يَا أَطْفَال؟

نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ،  إِنَّهُ اللهُ، لَقَدْ بَدَأَتْ سَكِينَةُ رِحْلَة البَحْثِ عَنْ اللهِ، هَيَا لِنَبْحَثْ نَحْنُ أَيْضًا مَعَ سَكِينَةَ.

بَيْنَمَا كَانَتْ السَّيِّدَةَ دَجَاجَةٌ مَشْغُولَةٌ بِأَكْلِ الحُبُوبِ مَعَ صيصانها، وَصَلَتْ سَكِينَةُ إِلَى الدَّجَاجَةِ وَسَأُلْتَهَا: سَيِّدَة دَجَاجَة, هَلْ تَعْلَمِينَ مَا مَعْنى أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا...، لَا أَدْرِي يَا عَزِيزَتي سَكِينَةُ.

سَكِينَةُ: هَلْ رَأيتي الله بِعَيْنَيْكِ؟

 

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا...، أنا ؟!! لَا، لَمْ أَرَهُ !!!، أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاهُ أَيْضًا ، تَعَالَي نَذْهَبُ مَعًا لِنَسْأَلْ بَقِيَّةَ الحَيَوَانَاتِ، فَرُبَّمَا رَأى أَحَدٌ مِنْهَا اللهُ.

دَخَلَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة إِلَى المَزْرَعَةِ، وَ تَوَقَّفَتَا عِنْدَ النَّعْجَةِ السَّمِينَةِ.

فَسَأُلَتْهَا سَكِينَة: أَيَّتُهَا النَّعْجَة هَلْ تَعْلَمِينَ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاه.

قَالَتْ النَّعْجَةُ السَّمِينَة: أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ اللهُ! وَ لَكِنَّنِي أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاهُ أَيْضًا، تَعَالَي نَذْهَبُ مَعًا لِنَسْأَلْ الحِصَانَ الجَمِيلَ، رُبَّمَا يَعْلَمُ الحِصَانُ أَيْنَ نَجِدُ الله.

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةَ إِلَى الحِصَانِ الجَمِيلِ ، سَأَلَتْهُ سَكِينَة: أَيُّهَا الحِصَانَ الجَمِيلَ هَلْ تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ نَحْنُ نَبْحَثُ عَنْهُ.

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: بُنيَّتِي الصَّغِيرَةُ، أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ, لَكِنَّنِي مُتَشَوِّقٌ كَثِيرًا إِلَى رُؤْيَتِهِ، رُبَّمَا يَسْتَطِيعُ الغَزَالُ السَّرِيعُ مُسَاعَدَتَنَا حَتَّى نَجْدَ الله, لِنَذْهَبْ وَ نَسْأَلُه.

 

 

 

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةُ وَ الحِصَانَ الجَمِيلُ إِلَى الغَابَةِ الكَبِيرَةُ, لِيَسْأَلُوا الغَزَالَ الطَّيِّبَ.

سَارُوا فِي الغَابَةِ مَسَافَاتٍ طَوِيلَةً, أَخِيرًا وَجَدُوا الغَزَالَ السَّرِيعَ الَّذِي كَانَ عَائِدًا مِنْ رِحْلَةِ اِسْتِكْشَافٍ فِي الغَابَةِ.

سَأَلَتْ سَكِينَةُ: أَيُّهَا الغَزَالَ العَزِيزُ نَحْنُ نَبْحَثُ عَنْ اللهِ هَلْ تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ أَنْتَ سَرِيعٌ وَ تَتَجَوَّلُ فِي الغَابَةِ كُلَّ يَوْمٍ, هَلْ رَأَيْتَ اللهَ يَوْمًا؟

قَالَ الغَزَالُ: أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ, وَ أَرْغَبُ فِي أَنْ أَرَى اللهَ, أَمم دَعُونِي أُفَكِّرُ قَلِيلًا لاَبُدَّ مِنْ وُجُودِ حَلّ, بِالتَّأْكِيدِ هُنَاكَ مَنْ يَعْرِفُ أَيْنَ هُوَ اللهُ...

هَلْ تَعْرِفُونَ أَنْتُمْ يَا أَطْفَالٌ: أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ هلْ تُرِيدُونَ مَعْرِفَة مَنْ الَّذِي سَيُجِيبُ عَنْ سُؤَالِنَا؟

 

 إِنَّهَا الشَّمْسُ!! كُلَّ يَوْمٍ تَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ, تَسِيرُ فِي السَّمَاءِ, تُضِيءُ كُلُّ مَكَانٍ, وَ هِيَ مَنْ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَ أَيْنَ هُوَ اللهُ, لِأَنَّهَا تَرَى كُلُّ شَيْءٍ. 

تَوَجّهَ الجَمِيع إِلَى الشَّمْسِ, قَالَتْ سَكِينَةُ: أَيَّتُهَا الشَّمْسَ, أَنْتِ فِي الأَعْلَى وَ تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَرِينَ كُلّ شَيْءٍ أَخْبِرِينَا أَيْنَ هُوَ اللهُ؟

تَعَجَّبَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: مَاذَا حَدَثَ ؟

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَةً: لَا نَعْلَمُ, وَلَكِنّ كُلَّمَا بَحَثْنَا عَنْ اللهِ لَمْ نَجِده, وَ نُحِبُّ أَنْ نَرَاهُ.

نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى كُلٍّ مَا حَوْلَهَا وَ قَالَتْ: أَحِبَّتِي إِنَّنِي أَرَى شَيْئًا مِنْ هُنَا, مِنْ الأَعْلَى!، فَرَح الجَمِيعُ وَ قَالُوا بِصَوْتٍ وَاحِدٍ الحَمْدُ لله, الحَمْدُ لله, مَاذَا تَرَيْنَ? أَيْنَ هُوَ? هَلْ رَأَيْتَهُ?!

 

 

نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى اليَسَارِ وَ قَالَتْ: أَرَى الغَابَةَ مُمْتَلِئَةً بِالأَشْجَارِ الجَمِيلَةِ, أَرَى الوَادِيَ مَلِيءٌ بِالزُّهُورِ المُلَوِّنَةِ, أَرَى بُحَيْرَةً فِيهَا الكَثِيرُ مِنْ الأَسْمَاكِ أَيْضًا.

بَعْدَ ذَلِكَ نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى اليَمِينِ وَ قَالَتْ: الآنَ أَرَى مَزْرَعَةٍ يَعْمَلُ فِيهَا الفَلَّاحَ بِنَشَاطٍ, نَظَرَتْ إِلَى الأَعْلَى وَ قَالَتْ أَرَى الرِّيَاحَ وَ الغُيُومَ تَتَحَرَّكُ هُنَا وَ هُنَاكَ.

 

قَالَ الجَمِيعُ: مَاذَا عَنْ اللهِ؟ أَ لَمْ تَرَيْ اللهَ؟.

قَالَ الغَزَالُ: مِنْ المُحْزِنِ أَنْ لَا تُجْدِينَ اللهَ!.

 

قَالَتْ الشَّمْسُ لِلغَزَالِ: أَ لَا تَسْتَمْتِعُ بِبَدَنٍ رَشِيقٍ وَ قُدْرَةٍ عَلَى الجَرْيِ, حَتَّى تَجِدُ لَكَ فُطُورًا تَأَكلَهُ عِنْدَمَا تَسْتَيْقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ؟ وَ حَتَّى تَتَمَكَّن مِنْ الهُرُوبِ بِسُرْعَةٍ عِنْدَمَا يُفَاجِئُكَ الصَّيَّادُ؟.

قَالَ الغَزَالُ: نُعْم صَحِيح.

قَالَتْ الشَّمْسُ: إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ ذَلِكَ البَدَنُ وَ تِلْكَ القُوَّةُ لِكَيْ تَتَغَذَّى وَ تَلَهُو فِي الغَابَةِ بِأَمَانٍ كُلَّ يَوْمٍ.

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: أَنَا لَا أَلَهُو فِي الغَابَةِ, فَمَاذَا أَعْطَانِي اللهُ؟.

قَالَتْ الشَّمْسُ: أَيُّهَا الحِصَانَ الجَمِيلُ أَلَا تَجْرِي كُلَّ يَوْمٍ فِي المُرُوجِ الخَصِبَةَ, المَلِيئَةُ بِالعَلَفِ الطَّازِجِ سَعِيدًا بِجَمَالِ بَدَنِكِ وَ سُرْعَةِ جَرْيِكَ؟

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: نَعَمْ إِنَّنِي أَسْتَمْتِعُ بِذَلِكَ حَقًّا.

قَالَتْ الشَّمْسُ: إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ هَذَا الجَمَالُ الرَّائِعُ وَ ذَلِكَ العَلَفُ الطَّازِجُ لِكَيْ تَتَغَذَّى بِهِ كُلَّ يَوْمٍ.

قَالَ الحِصَانُ: نَعَمْ, هَذَا صَحِيحٌ, لَمْ أَكُنْ مُلْتَفِتًا إِلَى ذَلِكَ. لَكِنَّنِي كُنْتُ أَشْعُرَ بِأَنّ الله يُحِبّنِي كَثِيرًا, وَ الآنَ عَرَفْتُ السَّبَب, لَقَدْ أَعْطَانِي هَدَايَا كَثِيرَةً, جَمَالٌ وَ قُوَّةٌ وَغِذَاءٌ وَ سَكَنُ وووو... أَصْدِقَاءُ رَائِعُونَ أَيْضًا.

سَأَلَتْ النَّعْجَةُ السَّمِينَةُ وَ هِيَ مُنْزَعِجَةٌ: أَنَا لَا أَلَهُو فِي الغَابَةِ, فَمَاذَا أَعْطَانِي اللهُ؟.

ضَحِكَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: أَيَّتُهَا النَّعْجَةَ, إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ ذَلِكَ العَلَفُ الطَّازِجُ لِكَيْ تَتَغَذَّيْ بِهِ كُلَّ يَوْمٍ, كَمَا أَنّ الله حَمَاكِ بِجَعْلِكِ فِي المَزْرَعَةِ مَعَ أَصْدِقَائِكَ وَ حَفِظَكِ مِنْ أَنْ يَأْكُلَكِ الذِّئْبُ.

 فَرِحَتْ النَّعْجَةُ وَ قَالَتْ: نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ, إِنَّنِي أَعِيشُ فِي مَكَانٍ آمِنٌ, وَ لَوْلَا حِمَايَةَ أَصْدِقَائِي لَمَّا دَخَلَتْ الغَابَةُ بَحْثًا عَنْ اللهِ وَحْدِي, لَمْ أَكُنْ مُلْتَفِتَة إِلَى ذَلِكَ, يَا لَهُ مِنْ إِلَهٍ عَظِيمٌ.

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا... إِذَنْ أَيْنَ هِيَ هَدِيَّتِي؟

 

قَالَتْ الشَّمْسُ: أَيَّتُهَا الدَّجَاجَةَ, تِلْكَ الصيصان الجَمِيلَةُ الَّتِي تُحِبِّينَهَا جِدًّا, مَنْ الَّذِي أَهْدَاكِ إِيَّاهَا؟. قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: هَلْ هَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَعْطَانِي البَيْضَ؟ ثُمَّ خَرَجَتْ صيصاني مِنْ البَيْضِ الَّذِي أَهْدَانِي اللهُ إِيَّاهُ؟

قَالَتْ الشَّمْسُ: نَعَمْ أَيَّتُهَا الدَّجَاجَةَ, إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَهْدَاكِ الصيصان وَ أَهْدَاكِ مُزَارِعٌ حَنُونٌ يُغَذِّيكِ وَ يَحْمِيكِ, وَ أَهْدَاكِ أَصْدِقَاء طَيِّبُونَ, كُلُّ ذَلِكَ هَدِيَّةُ اللهِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَرْعَاهَا وَ نَشْكُرُهُ عَلَيْهَا.

كَانَتْ سَكِينَة غَارِقَةٌ فِي التَّفْكِيرِ وَ لَمْ تَقُلْ شَيْئًا.

قَالَ الغَزَالُ: سَكِينَة مَاذَا أَهْدَاكِ اللهُ؟ هَلْ اِسْتَطَعْتِ أَنْ تَرَيْ اللهَ؟

قَالَتْ الشَّمْسُ: سَكِينَة كُلَّ يَوْمٍ تَأْخُذُ هَدِيَّةً مِنْ اللهِ أَيْضًا.

 

قَالَتْ سَكِينَةُ: نَعَمْ! هَذَا صَحِيح, لَقَدْ أَهْدَانِي اللهُ أَبًا وَ أُمًّا رَائِعَيْنِ, وَ أَعْطَانِي غِذَاءً لَذِيذًا لِكَيْ أَكْبُرُ بِسُرْعَةٍ, وَ أَهْدَانِي لِبَاسًا جَمِيلًا وَ مَنْزِلًا وَ أَلْعَابًا وَ الكَثِيرَ الكَثِيرَ مِنْ الهَدَايَا الَّتِي لَا أَسْتَطِيعُ عَدَّهَا. قَالَتْ الشَّمْسُ: هَلْ فَهِمْتُم الآن أَيْنَ هُوَ اللهُ؟.

قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِسَعَادَة: نَعَمْ إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي, إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي.

ضَحِكَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ, إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا, يَعْنِي أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ, إِنَّهُ مَعَنا جَمِيعًا.

صَرَخَ الجَمِيعُ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: شُكْرًا لَكَ يَا اللهُ عَلَى رِعَايَتِنَا, نَحْنُ نُحِبُّك, أَنْتَ مَعَنا تَحَفظنَا وَ تَرْعَانَا.

 

وَ أَنْتُمْ يَا أَطْفَال: مَاذَا أَهْدَاكُمْ اللهُ؟ هَلْ عَرَفْتُمْ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟

  • 31 July 23 ، 19:52