رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

قصص الصالحين العقائدية 1: أين هـو الله؟

 


سكينة فَتَاةٌ فِي السَّابِعَةِ مِنْ عُمْرِهَا تَعِيشُ مَعَ أَبَوَيْنِ حَنُونَيْنِ.

فِي أَحَدِ الأَيَّامِ، قَرَّرَ الأَبُ أَنْ يُسَافِرَ، تَوَجَّهَتْ سَكِينَةُ نَحْوَ البَابِ لِكَيْ تُوَدِّعُ أَبَاهَا، وَ سَأَلَتْ: أَبِي مَتَّى تَرْجِعُ مِنْ السَّفَرِ؟ قال الأبُ : بعدَ 10 أيَّام.

قَالَتْ الأُمُّ: إِنَّ اللهَ مَعَكَ، يَحْفَظُكِ وَ يَرْعَاكِ. 

سَأَلَتْ سَكِينَةُ أُمَّهَا: اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُرَافِقَ أَبِي؟! عَجَبًا!، أَيْنَ اللهُ ؟! أَيْنَ هُوَ اللهُ؟!  أَنَا لَا أَرَاهُ هُنَا!!.

قَالَتْ الأُمُّ الحَنُونُ: بُنيَّتي، إِنَّ اللهَ الوَاحِدُ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ هُوَ مَعَنا جَمِيعًا، وَ لَنْ يَتْرُكْنَا.

سَأَلَتْ سَكِينَةُ: هَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي أَيْضًا؟ إِذَنْ أَيْنَ هُوَ؟

أَجَابَتْ الأُمُّ: لَنْ تَسْتَطِيعِي أَنْ تَرَيْ اللهَ بِعَيْنَيْكِ الجَمِيلَتَيْنِ!.

قَالَتْ سَكِينَةُ بِدَهْشَةٍ: إِذَنْ مِنْ أَيْنَ أَعْرِفُ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ مَعَي؟

تَبَسَّمَتْ الأُمُّ وَ قَالَتْ: (اُنْظُرِي جَيِّدًا إِلَى كُلٍّ مَا لَدَيْكِ) وَ سَتَرَيْنَ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ مَعَكِ.

برِقت عَينَا سَكِينَةَ وَ قَالَتْ: أُمِّي حَبِيبَتي, أَنَا سَأَذْهَبُ لِأَبْحَثَ عَنْ اللهِ الوَاحِدُ وَ اِسْتِدَارَت مُتَّجِهَةً نَحْوَ المَزْرَعَةِ.

كَانَتْ المَزْرَعَةُ تَقَعُ بِالقُرْبِ مِنْ البَيْتِ، ثُمَّ بَعْدَ المَزْرَعَةِ تُوجَدُ غَابَةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا، اِنْطَلَقَتْ سَكِينَةُ تَبْحَثُ عَنْ محبوبها.

مَنْ هُوَ مَحْبُوبُ سَكِينَة يَا أَطْفَال؟

نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ،  إِنَّهُ اللهُ، لَقَدْ بَدَأَتْ سَكِينَةُ رِحْلَة البَحْثِ عَنْ اللهِ، هَيَا لِنَبْحَثْ نَحْنُ أَيْضًا مَعَ سَكِينَةَ.

بَيْنَمَا كَانَتْ السَّيِّدَةَ دَجَاجَةٌ مَشْغُولَةٌ بِأَكْلِ الحُبُوبِ مَعَ صيصانها، وَصَلَتْ سَكِينَةُ إِلَى الدَّجَاجَةِ وَسَأُلْتَهَا: سَيِّدَة دَجَاجَة, هَلْ تَعْلَمِينَ مَا مَعْنى أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا...، لَا أَدْرِي يَا عَزِيزَتي سَكِينَةُ.

سَكِينَةُ: هَلْ رَأيتي الله بِعَيْنَيْكِ؟

 

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا...، أنا ؟!! لَا، لَمْ أَرَهُ !!!، أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاهُ أَيْضًا ، تَعَالَي نَذْهَبُ مَعًا لِنَسْأَلْ بَقِيَّةَ الحَيَوَانَاتِ، فَرُبَّمَا رَأى أَحَدٌ مِنْهَا اللهُ.

دَخَلَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة إِلَى المَزْرَعَةِ، وَ تَوَقَّفَتَا عِنْدَ النَّعْجَةِ السَّمِينَةِ.

فَسَأُلَتْهَا سَكِينَة: أَيَّتُهَا النَّعْجَة هَلْ تَعْلَمِينَ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاه.

قَالَتْ النَّعْجَةُ السَّمِينَة: أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ اللهُ! وَ لَكِنَّنِي أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاهُ أَيْضًا، تَعَالَي نَذْهَبُ مَعًا لِنَسْأَلْ الحِصَانَ الجَمِيلَ، رُبَّمَا يَعْلَمُ الحِصَانُ أَيْنَ نَجِدُ الله.

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةَ إِلَى الحِصَانِ الجَمِيلِ ، سَأَلَتْهُ سَكِينَة: أَيُّهَا الحِصَانَ الجَمِيلَ هَلْ تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ نَحْنُ نَبْحَثُ عَنْهُ.

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: بُنيَّتِي الصَّغِيرَةُ، أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ, لَكِنَّنِي مُتَشَوِّقٌ كَثِيرًا إِلَى رُؤْيَتِهِ، رُبَّمَا يَسْتَطِيعُ الغَزَالُ السَّرِيعُ مُسَاعَدَتَنَا حَتَّى نَجْدَ الله, لِنَذْهَبْ وَ نَسْأَلُه.

 

 

 

ذَهَبَتْ سَكِينَةُ مَعَ السَّيِّدَةِ دَجَاجَة وَ النَّعْجَةَ السَّمِينَةُ وَ الحِصَانَ الجَمِيلُ إِلَى الغَابَةِ الكَبِيرَةُ, لِيَسْأَلُوا الغَزَالَ الطَّيِّبَ.

سَارُوا فِي الغَابَةِ مَسَافَاتٍ طَوِيلَةً, أَخِيرًا وَجَدُوا الغَزَالَ السَّرِيعَ الَّذِي كَانَ عَائِدًا مِنْ رِحْلَةِ اِسْتِكْشَافٍ فِي الغَابَةِ.

سَأَلَتْ سَكِينَةُ: أَيُّهَا الغَزَالَ العَزِيزُ نَحْنُ نَبْحَثُ عَنْ اللهِ هَلْ تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ أَنْتَ سَرِيعٌ وَ تَتَجَوَّلُ فِي الغَابَةِ كُلَّ يَوْمٍ, هَلْ رَأَيْتَ اللهَ يَوْمًا؟

قَالَ الغَزَالُ: أَنَا لَا أَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ اللهُ, وَ أَرْغَبُ فِي أَنْ أَرَى اللهَ, أَمم دَعُونِي أُفَكِّرُ قَلِيلًا لاَبُدَّ مِنْ وُجُودِ حَلّ, بِالتَّأْكِيدِ هُنَاكَ مَنْ يَعْرِفُ أَيْنَ هُوَ اللهُ...

هَلْ تَعْرِفُونَ أَنْتُمْ يَا أَطْفَالٌ: أَيْنَ هُوَ اللهُ؟ هلْ تُرِيدُونَ مَعْرِفَة مَنْ الَّذِي سَيُجِيبُ عَنْ سُؤَالِنَا؟

 

 إِنَّهَا الشَّمْسُ!! كُلَّ يَوْمٍ تَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ, تَسِيرُ فِي السَّمَاءِ, تُضِيءُ كُلُّ مَكَانٍ, وَ هِيَ مَنْ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَ أَيْنَ هُوَ اللهُ, لِأَنَّهَا تَرَى كُلُّ شَيْءٍ. 

تَوَجّهَ الجَمِيع إِلَى الشَّمْسِ, قَالَتْ سَكِينَةُ: أَيَّتُهَا الشَّمْسَ, أَنْتِ فِي الأَعْلَى وَ تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَرِينَ كُلّ شَيْءٍ أَخْبِرِينَا أَيْنَ هُوَ اللهُ؟

تَعَجَّبَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: مَاذَا حَدَثَ ؟

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَةً: لَا نَعْلَمُ, وَلَكِنّ كُلَّمَا بَحَثْنَا عَنْ اللهِ لَمْ نَجِده, وَ نُحِبُّ أَنْ نَرَاهُ.

نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى كُلٍّ مَا حَوْلَهَا وَ قَالَتْ: أَحِبَّتِي إِنَّنِي أَرَى شَيْئًا مِنْ هُنَا, مِنْ الأَعْلَى!، فَرَح الجَمِيعُ وَ قَالُوا بِصَوْتٍ وَاحِدٍ الحَمْدُ لله, الحَمْدُ لله, مَاذَا تَرَيْنَ? أَيْنَ هُوَ? هَلْ رَأَيْتَهُ?!

 

 

نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى اليَسَارِ وَ قَالَتْ: أَرَى الغَابَةَ مُمْتَلِئَةً بِالأَشْجَارِ الجَمِيلَةِ, أَرَى الوَادِيَ مَلِيءٌ بِالزُّهُورِ المُلَوِّنَةِ, أَرَى بُحَيْرَةً فِيهَا الكَثِيرُ مِنْ الأَسْمَاكِ أَيْضًا.

بَعْدَ ذَلِكَ نَظَرَتْ الشَّمْسُ إِلَى اليَمِينِ وَ قَالَتْ: الآنَ أَرَى مَزْرَعَةٍ يَعْمَلُ فِيهَا الفَلَّاحَ بِنَشَاطٍ, نَظَرَتْ إِلَى الأَعْلَى وَ قَالَتْ أَرَى الرِّيَاحَ وَ الغُيُومَ تَتَحَرَّكُ هُنَا وَ هُنَاكَ.

 

قَالَ الجَمِيعُ: مَاذَا عَنْ اللهِ؟ أَ لَمْ تَرَيْ اللهَ؟.

قَالَ الغَزَالُ: مِنْ المُحْزِنِ أَنْ لَا تُجْدِينَ اللهَ!.

 

قَالَتْ الشَّمْسُ لِلغَزَالِ: أَ لَا تَسْتَمْتِعُ بِبَدَنٍ رَشِيقٍ وَ قُدْرَةٍ عَلَى الجَرْيِ, حَتَّى تَجِدُ لَكَ فُطُورًا تَأَكلَهُ عِنْدَمَا تَسْتَيْقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ؟ وَ حَتَّى تَتَمَكَّن مِنْ الهُرُوبِ بِسُرْعَةٍ عِنْدَمَا يُفَاجِئُكَ الصَّيَّادُ؟.

قَالَ الغَزَالُ: نُعْم صَحِيح.

قَالَتْ الشَّمْسُ: إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ ذَلِكَ البَدَنُ وَ تِلْكَ القُوَّةُ لِكَيْ تَتَغَذَّى وَ تَلَهُو فِي الغَابَةِ بِأَمَانٍ كُلَّ يَوْمٍ.

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: أَنَا لَا أَلَهُو فِي الغَابَةِ, فَمَاذَا أَعْطَانِي اللهُ؟.

قَالَتْ الشَّمْسُ: أَيُّهَا الحِصَانَ الجَمِيلُ أَلَا تَجْرِي كُلَّ يَوْمٍ فِي المُرُوجِ الخَصِبَةَ, المَلِيئَةُ بِالعَلَفِ الطَّازِجِ سَعِيدًا بِجَمَالِ بَدَنِكِ وَ سُرْعَةِ جَرْيِكَ؟

قَالَ الحِصَانُ الجَمِيلُ: نَعَمْ إِنَّنِي أَسْتَمْتِعُ بِذَلِكَ حَقًّا.

قَالَتْ الشَّمْسُ: إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ هَذَا الجَمَالُ الرَّائِعُ وَ ذَلِكَ العَلَفُ الطَّازِجُ لِكَيْ تَتَغَذَّى بِهِ كُلَّ يَوْمٍ.

قَالَ الحِصَانُ: نَعَمْ, هَذَا صَحِيحٌ, لَمْ أَكُنْ مُلْتَفِتًا إِلَى ذَلِكَ. لَكِنَّنِي كُنْتُ أَشْعُرَ بِأَنّ الله يُحِبّنِي كَثِيرًا, وَ الآنَ عَرَفْتُ السَّبَب, لَقَدْ أَعْطَانِي هَدَايَا كَثِيرَةً, جَمَالٌ وَ قُوَّةٌ وَغِذَاءٌ وَ سَكَنُ وووو... أَصْدِقَاءُ رَائِعُونَ أَيْضًا.

سَأَلَتْ النَّعْجَةُ السَّمِينَةُ وَ هِيَ مُنْزَعِجَةٌ: أَنَا لَا أَلَهُو فِي الغَابَةِ, فَمَاذَا أَعْطَانِي اللهُ؟.

ضَحِكَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: أَيَّتُهَا النَّعْجَةَ, إِنَّ اللهَ هُوَ مَنْ أَهْدَاكَ ذَلِكَ العَلَفُ الطَّازِجُ لِكَيْ تَتَغَذَّيْ بِهِ كُلَّ يَوْمٍ, كَمَا أَنّ الله حَمَاكِ بِجَعْلِكِ فِي المَزْرَعَةِ مَعَ أَصْدِقَائِكَ وَ حَفِظَكِ مِنْ أَنْ يَأْكُلَكِ الذِّئْبُ.

 فَرِحَتْ النَّعْجَةُ وَ قَالَتْ: نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ, إِنَّنِي أَعِيشُ فِي مَكَانٍ آمِنٌ, وَ لَوْلَا حِمَايَةَ أَصْدِقَائِي لَمَّا دَخَلَتْ الغَابَةُ بَحْثًا عَنْ اللهِ وَحْدِي, لَمْ أَكُنْ مُلْتَفِتَة إِلَى ذَلِكَ, يَا لَهُ مِنْ إِلَهٍ عَظِيمٌ.

قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: بَقُّ بَقِّ بَقٍّ بَقُوا... إِذَنْ أَيْنَ هِيَ هَدِيَّتِي؟

 

قَالَتْ الشَّمْسُ: أَيَّتُهَا الدَّجَاجَةَ, تِلْكَ الصيصان الجَمِيلَةُ الَّتِي تُحِبِّينَهَا جِدًّا, مَنْ الَّذِي أَهْدَاكِ إِيَّاهَا؟. قَالَتْ السَّيِّدَةُ دَجَاجَة: هَلْ هَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَعْطَانِي البَيْضَ؟ ثُمَّ خَرَجَتْ صيصاني مِنْ البَيْضِ الَّذِي أَهْدَانِي اللهُ إِيَّاهُ؟

قَالَتْ الشَّمْسُ: نَعَمْ أَيَّتُهَا الدَّجَاجَةَ, إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَهْدَاكِ الصيصان وَ أَهْدَاكِ مُزَارِعٌ حَنُونٌ يُغَذِّيكِ وَ يَحْمِيكِ, وَ أَهْدَاكِ أَصْدِقَاء طَيِّبُونَ, كُلُّ ذَلِكَ هَدِيَّةُ اللهِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَرْعَاهَا وَ نَشْكُرُهُ عَلَيْهَا.

كَانَتْ سَكِينَة غَارِقَةٌ فِي التَّفْكِيرِ وَ لَمْ تَقُلْ شَيْئًا.

قَالَ الغَزَالُ: سَكِينَة مَاذَا أَهْدَاكِ اللهُ؟ هَلْ اِسْتَطَعْتِ أَنْ تَرَيْ اللهَ؟

قَالَتْ الشَّمْسُ: سَكِينَة كُلَّ يَوْمٍ تَأْخُذُ هَدِيَّةً مِنْ اللهِ أَيْضًا.

 

قَالَتْ سَكِينَةُ: نَعَمْ! هَذَا صَحِيح, لَقَدْ أَهْدَانِي اللهُ أَبًا وَ أُمًّا رَائِعَيْنِ, وَ أَعْطَانِي غِذَاءً لَذِيذًا لِكَيْ أَكْبُرُ بِسُرْعَةٍ, وَ أَهْدَانِي لِبَاسًا جَمِيلًا وَ مَنْزِلًا وَ أَلْعَابًا وَ الكَثِيرَ الكَثِيرَ مِنْ الهَدَايَا الَّتِي لَا أَسْتَطِيعُ عَدَّهَا. قَالَتْ الشَّمْسُ: هَلْ فَهِمْتُم الآن أَيْنَ هُوَ اللهُ؟.

قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِسَعَادَة: نَعَمْ إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي, إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنِّي.

ضَحِكَتْ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ: نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ, إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا, يَعْنِي أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ, إِنَّهُ مَعَنا جَمِيعًا.

صَرَخَ الجَمِيعُ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: شُكْرًا لَكَ يَا اللهُ عَلَى رِعَايَتِنَا, نَحْنُ نُحِبُّك, أَنْتَ مَعَنا تَحَفظنَا وَ تَرْعَانَا.

 

وَ أَنْتُمْ يَا أَطْفَال: مَاذَا أَهْدَاكُمْ اللهُ؟ هَلْ عَرَفْتُمْ أَيْنَ هُوَ اللهُ؟

  • 23/07/31