رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

كيف ننجو من الإنحراف؟

| Friday, 29 September 2017، 01:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة للأستاذ الشيخ مصباح اليزدي حفظه الله ليلة تاسع من شهر محرم

نعزي ولي الله الأعظم و أهل البيت و الحضور باستقبال أيام عاشوراء

س: أولئك الذين لم يكونوا يعرفون أهل البيت ثم انتبهوا و انضموا للحسين كزهير عثماني المشرب و الحر و كثير من جيش بن سعد كانوا مرتبطين بأهل البيت و كثير منهم كبروا تحت منبر أمير المؤمنين و شاركوا معه في الحروب ثم تحولوا الى درجة أنهم حاربوا ابن رسول الله و ارتكبوا فجائع لا نظير لها في التاريخ
ما السبب الذي يُحدِث هكذا تحولات؟
و ماذا نفعل حتى لا ننحرف عن مسير الحق؟ و حتى نجعل التحولات التي نمر عليها تحولات مع الحق، لأن هذا العالم عالم التحولات و الله أراد أن تتحول حياة الانسان طوال عمره فلا يعيش على وتيرة واحدة
في كل مرحلة تعرض للانسان شروط خاصة و يظهر أمامها ردات فعل خاصة تختلف في كل مرحلة عن المرحلة الأخرى، نحن لا نبقى على حال واحد

الامام يقول: الهي علمت باختلاف الاثار و تنقلات .. أن مرادك مني أن تتعرف إلي في كل شيء فلا أجهلك في شيء ، هذه التحولات التي نمر بها و الحالات المختلفة التي تعرض علينا تعرّفنا أن مقصودك من هذه التحولات أن أراك و أعرفك أنت، معرفتي بك ليست في الفرح فقط و ليس في الحزن، ليس في الوحدة و الخلوة فقط و في المجتمع فقط في السفر أو في الحضر ... بل أن اعرفك في كل الاحوال

ماذا نفعل حتى لانقع؟ حتى نحصل على حسن الخاتمة؟

هناك ميل طبيعي في الانسان إذا تهيأت الشرائط له فإنه يقوم بها، مثلا يميل للغذاء فيهيؤه ...
قد تتزاحم ميول الانسان ، مثلا عندما يكون هناك غذاء قليل، و هناك أم و ابنها فإن الأم تقدم ابنها على نفسها
إن هناك ميول طبيعية و أخرى عقلانية و روحية لها نتائج دنيوية أو أخروية و روحية
علماء النفس يقولون أن ملاك الحسن و القبح في سلوك الانسان عندهم هو المحيط .. الانسان الطبيعي هو الذي ينسجم مع المحيط الذي من حوله يعيش باطمئنان... لأن مبانيهم مادية هكذا يعتقدون

لكن في علم النفس الديني : مع وجود الاعتقادات الدينية و القيم نسأل من هو الانسان السالم و الطبيعي ؟ من هو الانسان الكامل؟
إذا أرادنا حياة طيبة عند الله ، الحسن عند من يدرك حقائق العالم، حياة يتشرف فيها الانسان بشرف الانسانية و يترقى عن الحيوانية
كلنا نبحث عن السعادة و اللذة، ماهي الحياة السعيدة؟ نختلف في الفتوى، الملحدين الحياة السعيدة هي المنسجمة مع الطبيعة، أما القرآن (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجز.. أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
من يريد الحياة الطيبة يجب أن يؤمن و يعمل صالحا
لكن لماذا البعض مؤمن و يعمل الصالحات ثم تحول؟ لأن الشرائط تتغير و تظهر واقع و معدن الانسان ، عندما يجد الشرائط المناسبة تظهر إرادته و وحقيقته
لكن هنا القاعدة كلية جدا ماذا نفعل حتى يبقى إيماننا حيا دائما و فعالا و نعمل صالح دائما
نحن لدينا يقين و لا نشك في الله لكن مع أننا متيقنون و مؤمنون بالله فإننا أحيانا نصل الى حالة و كأنه لا إيمان لنا ، اكثر الناس يمرون بهذه الحالة
لماذا؟ كيف نحفظ إيماننا؟
هنا يأتي دور الأنبياء و تربية الأنبياء و الأولياء
لذلك علينا أن نسعى دائما في تقوية إيماننا بالتعلم و التربية ، لا يمكن أن نتعلم جميعنا و نقضي أوقاتنا في ذلك بل نأخذ الواجبات و نتعلم المهم و البقية نسأل عنه عند الحاجة و طبيعة الحياة هكذا، كذلك المعارف الدينية نأخذ منها ما يهمنا و نرجع في ما تبقى للمتخصصين عند الحاجة
هنا علينا أن نختار المرجع القابل للاعتماد و الثقة ، هنا هل ينبغي أن نبحث عن كلام الحق لنعرف من هو أهل الحق و من هو أهل الباطل؟ أو عن المحق و نأخذ منه كلام الحق ؟
اعرف الحق تعرف اهله
في حرب الجمل جاء شخص لعلي عليه السلام، و قال له أنا اعرفك لكن أنت تواجه أصحاب النبي و زوجه!! عندها قال له أمير المؤمنين: اعرف الحق تعرف اهله
و في مقال آخر : انه منا يُعرف الحق، فهنا دور و الجواب أن الكلمتين في موقعيتين

المسائل الأصولية المبنائية يجب أن يتيقن الانسان بها بالعقل فيعرف المحكمات كالإيمان بالوحدانية، هنا يجب البحث عين حقانية الله القران و سنة النبي فهذا هو المحك فيعرف أهل الحق و اهل الباطل ،
أما في المسائل الجزئية فنرجع لأهل الحق
الانسان الذي يريد حسن العاقبة عليه أن يعرف المخاطر المحيطة بالعمل الصالح الذي يقدم عليه و أن يتمرن على مواجهتها و إذا شعر أن قدرته على المقاومة و المواجهة ضعيفة عليه أن لا يقدم ، من ليس لديه استعداد عليه أن لا يفعل
اذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تخوضوا معهم ... اذا رأيتم من يستهزئ بدين الله لا تجلسوا معهم ، إذا عرضت عليكم شبهة اذهبوا و اسألوا فوراً و إلا يضعف إيمانكم بل قد تنقلبون على أعقابكم
هناك مخاطر كثيرة تواجهنا علينا أن نعرفها و نستعد لها أو نتجنبها ، و إلا سنقع و نصبح كما عبّر الآية: "هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان"

ثم علينا أن نتعرف على عيوبنا ، كيف نصطادها أثناء الامتحانات، علينا أن نمتحن أنفسنا ، نعرض ديننا على العلماء ، هذا في الإيمان
في العمل علينا أن نكشف عن تعلقاتنا و نصلحها و الا فإنها سوف تبرز يوما ما و تسقطنا ، خاصة اذا تحولت الى عادة هنا يصعب حلها
فلنكتشف أنفسنا قبل السقوط و قبل فوات الأوان دون أن نتوجه
الهي احفظنا من آفات الدنيا و الاخرة و ارزقنا حسن الخاتمة

  • 17/09/29