رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

ثمرة العقل الإستقامة

رابطة الذخائر الإسلامیة

هدفنا الأول تبیین مبانی الفکر الانسانی و مبانی الفکر الإسلامی الأصیل
أیضا تعاون النخب و المتخصصین فی العالم العربی و الإسلامی فی رسم خطوات النهضة الفکریة الإسلامیة
و کشف قدرات أفراد المجتمع من الشباب و الشابات و تنمیتها...

الملتقيات و الأقسام
الأرشيف

القسمُ الثالثُ:  أثرُ محوريّةِ وليِّ اللهِ في تكاملِ التاريخِ

 

* من المسائلِ المهمةِ التي تطرحُ في واقعةِ الظهورِ المباركةِ هي عبارةٌ عن أثرِ وجودِ إمامِ العصرِ عجّل اللهُ فرجه في تحوّلاتِ عصرِ الظهورِ. نعلمُ أنَّ الظهورَ هو أرقى مرحلةٌ تكامليّةٌ للإنسانِ والعالمِ، لكنَّ السؤالَ الأساسيَّ هو ما العلاقةُ بينَ هذا التحوّلِ الذي يُعتَبَرُ نقطةُ الأوجِ في كمالِ الإنسانِ والعالمِ وشخصيةِ إمامِ العصرِ؟ لماذا لا يمكنُ أن يقعَ هذا التحولُ في العالمِ بدونِ وجودِ الإمامِ عجلَ اللهُ فرجه الشريفِ، بل على كلِّ العالمِ أن ينتظرَ ظهورَه؟

الجوابُ:

أعتقدُ أنّه سؤالٌ جيِّدٌ جدًّا، لأنَّ بعضَ نظريّات فلسفةِ التاريخِ لم تذكُرْ تفسيرًا صحيحًا عن حضورِ الإنسانِ في تحولاتِ التاريخِ وطبيعةِ الدورِ الذي أعطاهُ اللهُ للإنسانِ في هذا الأمرِ، وتصوّروا أنّ الإنسانَ المتعارفَ هو محورُ تكاملِ التاريخِ. هذا التلقّي خطأٌ، في الواقعِ إنَّ كلَّ العبودياتِ والنّعمِ تتحقّقُ تبعًا لعبادةِ وليِّ اللهِ وسجودِه للهِ.

فمحورُ تحقّقِ العبوديةِ في عصرِ الظهورِ، هي عبوديّةُ وليِّ اللهِ الأعظمِ. الغائبِ والمبتلى منذُ قرونٍ. في رواياتِنا أَطلق عليه مسمَّى (العروةِ الوثقى) في الآيةِ (ومن يكفرُ بالطاغوتِ ويؤمنُ باللهِ فقد استمسك بالعروةِ الوثقى) حيثُ تمَّ تفسيرُها بشخصِ النّبيِّ الأكرمِ صلَّى اللهُ عليه وآله و أهلِ البيتِ عليهم السلام. أي أنَّ كلَّ العالمِ يستحكمُ عبوديَّتَه بوجودِهم ويرجعُ استحكامُ عبوديةِ العبادِ لهم.

عصرُ الظهورِ في الحقيقةِ هو مرتبةٌ من مراتبِ عبادةِ الإمامِ الحُجّةِ عجّلَ اللهُ تعالى فرجه الشريفِ والأثرُ المترتِّبُ عليها هو تحقُّقُ المجتمعِ الموحِّدِ.

من جهةٍ أخرى، إنَّ الغالبَ على الشيطنةِ في المواجهةِ القائمةِ و الدائمةِ بينَ إبليسَ و أئمةِ الجورِ و بينَ النبيِّ الأكرمِ صلّى اللهُ عليه وآله هو عبادةُ النبيِّ الأكرمِ و أهلِ البيتِ عليهم الصلاة و السلام.

لولا تلك العباداتُ العظيمةُ لغرقْنا في ظلماتِ الشياطينِ كما تُخبرُنا الآيةُ الشريفةُ: (أو كظلماتٍ في بحرٍ لجيٍّ يغشاه موجٌ من فوقِه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور). يفسِّرون الظلماتِ بأئمةِ الجورِ ، حتى يصِلون إلى بني أميةَ الذين هم (ظلماتٌ بعضُهم فوقَ بعضٍ) تقولُ الآيةُ كم هي كثيرةٌ ظلماتُ أولياءِ الباطلِ بحيثُ (إذا أخرجَ المؤمنُ يدَه في ظلمةِ فِتَنِهم لم يكَد يراها) ، المؤمنُ يغرقُ في الظلماتِ بحيثُ لا يرى أقرب قواه إليه ، و ينسى نفسه، إنَّ هذه الظلمةَ لا يمكنُ رفعُها إلّا بنورِ إمامٍ من أبناءِ فاطمةَ سلام الله عليها، كما جاء في تفسيرِ الآيةِ ( ومن لم يجعل اللهُ له نورًا فما له من نورٍ) : (أي من لم يجعلِ اللهُ له إماماً من ولدِ فاطمةَ) من لا يحصُلُ على حصةٍ من هذا النورِ سوف يغرق في الظلماتِ ليس في هذه الدنيا فقط بل (ما له من نورٍ في يومِ القيامةِ). ذلك النورُ يمكنه رفعُ ما يحدثُ في الظلماتِ، و تتحقَّقُ الهدايةِ المُبيدةِ للضلالِ بنورِ الإمامِ المهدي عجَّلَ اللهُ تعالى فرجه الشريفِ و هدايته.

إنَّ حياتَه هي تلك الحياةُ الطيِّبةُ التي تَقضي على الموتِ، يُؤْذنُ للإمامِ في عصرِ الظهورِ أن يظهرَ ولايةَ الله ورحمته، ما علينا فعلُه هو إصلاحُ أفكارِنا وأن لا نضعَ أنفسَنا في عرضِ وليِّ اللهِ.

لا يُمْكِنُ لكل القلوبِ أن تتحمَّلَ هذه المعارفَ فهناك حتى من الشِّيعةِ الذين لا ظرفيةَ لديهم، و لا ينبغي أن يذكرَ لهم كلُّ المعارفِ، لأنّهم لا يتحمّلون و سوف يهزمون إن قيلَ لهم مالا طاقةَ لهم به. جاء في الروايةِ حثٌّ على رعايةِ درجاتِ المؤمنينَ، فما يقال إلى أصحابِ الدَّرجاتِ الرَّاقيةِ لا يقال إلى أصحابِ الدَّرجاتِ المتَدَنِّيَةِ، لا تحمِلوهم ما لا طاقةَ لهم به لأنَّهم عندما ينكسِرون ويُهزَمون أنتم من يتحمَّلُ مسؤوليةَ ذلك!

الخلاصةُ أنَّ وليَّ اللهِ هو محورُ كلِّ تحولاتِ عصرِ الظهورِ ويغرقُ البقيةُ في تجلِّي ولايتِهم بل إنَّ البقيةَ هم شعاعُ وجودِهم. المقصودُ بالظهورِ هو ظهورُ الولايةِ، عندَ ظهورِ ولايةِ وليِّ اللهِ بمختلَفِ تجلِّياتِها تتحقّقُ: الحياةُ، النورُ، الرحمةُ، العلمُ، الحكمةُ والعدلُ. كلُّ هذه هي عبارةٌ عن آثارِ وليِّ اللهِ.

إنَّ الجميعَ يقبَلُ بهذا الموضوعِ لو طُرحَ بصورةٍ أخرى فلا يُنكِرُه أيُّ موحِّدٍ! إن قلنا أنَّ كلَّ ما يتحقَّقُ في عصرِ الظهورِ هو عبارةٌ عن تنزلِ رحمةِ اللهِ، فهل سيُنكِرُ ذلك موحِّدٌ؟! لايوجدُ إنسانٌ هو شريكٌ لله، نحنُ أيضاً لسنا شركاءَ لوليِّ اللهِ، فإرادتُنا في طولِ ولايتِهم، إصلاحُنا كذلك يقعُ في طولِ ولايتِهم، فما لم يقدمْ الإمامُ على الإصلاحِ فإنَّ ظلمةَ أئمةِ الجورِ وإبليسَ لن تتركَ أحداً.

تبلغُ شدَّةُ ظلماتِ جبهةِ الجورِ والباطلِ إلى درجةٍ أنَّ المؤمنَ ينسى نفسَه، والنّورُ المُنجِي للإنسانِ من تلك الظلمةِ هو نورُ وليِّ اللهِ انطلاقًا من هذا العالمِ و في كلِّ العوالمِ.

الظهورُ هو عصرُ تجلِّي وليِّ اللهِ في كلِّ أبعادِ الحياةِ الإجتماعيةِ.

 

* هل يمكنُ القولُ أنَّ دورَ الإمامِ المهديّ عجل الله فرجه يتلخَّصُ في عصرِ الظهورِ في القيادةِ فقط و أنَّ وجودَه الماديِّ هو الذي يوجِدُ هذه الحركةَ؟

الجوابُ:

ذَكرْتُ في الجوابِ على أحدِ الأسئلةِ أنَّ الأصلَ الأساسيَّ في الظهورِ هو ولايتُه الباطنيةُ، إنَّ طبيعةَ المواجهةِ و الصِّراعِ في العالمِ هو صراعٌ روحيٌّ باطنيٌّ في أحد طرفيه يكمُنُ إبليسُ و أئِمَّةُ الجَورِ و في الطَّرفِ الآخرَ الإمامُ المهديّ عجل الله فرجه و هو في أعلى مراتبِ الترقِّي و هو أرقى واسطةُ فيضٍ للحقِّ و لذلك نقولُ : (أين السببُ المتصلُ بين الأرضِ و السماءِ) و (بيمينه رزقُ الورى) يصلِّي اللهُ عليه عندَ سجودِه، و بقاءُ الأرضِ و ما عليها مرهونٌ بهذه الصلواتِ و ربَّما الغرضُ من الصلواتِ قبلَ الدعاءِ هو أنَّ تنزُّلَ أيَّ رحمةٍ إلهيةٍ مشروطٌ بنزولِ الصلواتِ على الإمامِ.

الإمام ليس فردًا واحداً بل هو وارثُ كلِّ الأنبياءِ و الأوصياءِ. نقرأُ في زيارته: (السلامُ على وارثَ الأنبياءِ و خاتمَ الأوصياءِ... المنتهى إليه مواريثُ الأنبياءِ و لديه موجودُ آثارِ الأصفياءِ) كلُّ ما أنزلَه اللهُ تعالى على خواصِّه من الرحمةِ و الكمالِ هو الآنَ بين يديِ الإمامِ عجَّلَ اللهُ فرجه الشريف.

يقالُ أنَّه عندَ ظهورِه يستندُ إلى الكعبةِ فيذكرُ أسماءَ كلِّ أنبياءِ أولي العزمِ حتى يصلَ إلى النبيِّ الأكرمِ صلَّى اللهُ عليه وآله ثم يذكرُ كلَّ الأئمةِ الهداةِ المعصومين ثم يقول: من أرادَ أن ينظُرَ إليهم فلينظرْ إليَّ.

* إذن كمالاتُ الإمامِ الوجوديّةِ هي التي تحدثُ التغييرَ؟

الجوابُ:

المرتبةُ النّازلةُ من كمالاتِه الوجوديةِ، ما يحدثُ في عصرِ الظهورِ هو الإذنُ للولايةِ بالظهورِ، إنَّ بركاتِ عصرِ الظهورِ من نازلةِ ظهورِه. ألَا يرغبُ عبادُ اللهِ بالوصولِ إلى مقامِ العبوديةِ و إدراكِ الرحمةِ المتنزِّلةِ في مرتبةِ العبوديةِ لا في مرتبةِ الشيطنةِ التي يدركون فيها الرحمةَ العامةَ فقط، و لا يمكنهم إدراكُ رحمةِ اللهِ الرحيميةِ فضلًا عن الوصولِ إليها؟!.

 إنَّ عصرَ الظهورِ هو عصرُ إدراكُ رحمةِ اللهِ الرحيميةِ و تلقِّيها في جلواتِها المختلفةِ. وليُّ اللهِ هو واسطةُ هذه الرّحماتِ النّازلةِ في كلِّ العوالمِ. لو قلنا أنَّ اللهَ هو المُنَزِّلُ فلن يستشكلَ أحدٌ، و لو قلنا أنه جبرائيلَ و الملائكةَ فسوف يقبلُ الجميعُ بذلك لكن عندما نقولُ أنه أميرُ الملائكةِ و أميرُ الملكوتِ يعني وليُّ اللهِ الأعظمِ هو من يقومُ بهذا العملِ نجدُ أنَّ البعضَ لا يتحمَّلُ هذا القول!

* يعني في الواقعِ، يتحققُ هذا التعبيرُ: (و أشرقتِ الأرضُ بنورِ ربِّها)؟

الجوابُ:

نعم؛ إنَّ خصيصةَ الظهورِ هو تجدُّدُ حياةِ العالمِ كما جاء في تفسيرِ الآيةِ: (اعلموا أنَّ اللهَ يحيي الأرضَ بعدَ موتِها) جاء في الرواياتِ أنَّ أهلَ الأرضِ تحيا بظهورِ المهديِّ عجلَ اللهُ تعالى فرجَه، يقولُ الإمامُ: (و الكافرُ ميِّتٌ) لأنَّه يتمُّ جمعُ بساطِ الكفرِ و يؤمنُ الجميعَ، وحياة الانسان تبدأ بعد إيمانه فيمكنُه إدراكُ الرحمةِ و تلقِّيها، كما يمكنُه استماعُ كلامِ الحقِّ و الإتعاظُ به عندها يُسرّ و يتداركُ النِّعمِ. و الدليلُ على ذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و آله تحدَّثَ عن كلِّ درجاتِ الرحمةِ الإلهيةِ و عن درجاتِ الجنةِ لكن عجزَ المشركون عن السماعِ فهم كالأمواتِ. كما يعبِّرُ القرآنُ الكريمُ: (فإنك لا تسمعُ الموتى) و (و ما أنت بمسمعِ من في القبور)، من يحملُ قبرَه معه لا يمكنُه فَهم معنى الجنةِ و درجاتِها لأنَّه لا يرى أكثرَ من مقبرتِه. لكن عندما يُرفَعُ هذا الحجاب بنورِ وليِّ اللهِ تُصبِحُ القلوبُ قابلةً لإدراكِ درجاتِ الرحمةِ وتلقِّي النّعمةِ والكمالاتِ. كلُّ شيءٍ في الحقيقةِ يرجعُ إلى وليِّ اللهِ؛ لأنَّه خليفةُ اللهِ المطلقِ وولايتُهم هي طريقُ الوصولِ إلى رحمةِ اللهِ تعالى حتى أنبياء أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام. لذلك أخذ ميثاقِ ولايتِهم -كما هو مفادُ كثيرٍ من الرواياتِ- بل إنَّ درجاتِ هؤلاءِ الأنبياءِ انبعثت من كونِهم أصحابَ عزمٍ في ميثاقِ الولايةِ، أعطوا الميثاقَ واستحكم ثباتُهم عليه، عملوا في الدنيا و أحضروا أممَهم ليصفّوا تحت لواءِ أميرِ المؤمنين عليه السلام الذي هو مبدأ تنزّل كلِّ الحقائقِ.

قد يمنعُنا استكبارَنا و لو كان خفيًّا من إدراكِ تلك المنازلِ بل قد نضعُ أنفسَنا في عرضِ الإمامِ الحجةِ عجل اللهُ فرجهُ!، هذا من استكبار النفس؛ و هم عليهم السلام يتحمَّلوننا أيضًا و لا يحدِّثونا بشيءٍ مما في أنفسِنا. قال أخوةُ يوسفَ (و نحن عصبةٌ إنَّ أبانا لفي ضلالٍ مبينٍ) و لم يواجهْهم النبيُّ يوسف عليه السلام بل تحملَ بلائَهم و هداهُم بالتدريجِ. حتى عندما جاءوه طالبين القمحَ قابلَهم بالرحمةِ و أعطاهم مبتغاهم و لم يذَكِّرْهم بما فعلوه من إلقائِهم إيَّاه في البئرِ. ولم يتعجَّلْ بتعريفِ نفسِه لأنَّهم لم يكن باستطاعتِهم معرفتَه وإدراكِ حقيقتِه، لقد عرّفَ النبيُّ يوسفُ نفسَه لإخوتِه عندما قالوا (تاللهِ لقد آثرَك الله علينا وإن كنَّا لَخاطئين) لقد أخطأْنا، أين أنت وأين نحن!! لقد أخطأْنا عندما رأيناك أرفعَ منا، فألقيناك في البئرِ، بالرغمِ من كونِك أرفعَ منزلةٍ منَّا إلَّا أنَّك لم تدعو علينا وأنت في غياهبِ البئرِ! وعندما وصلتَ للرّئاسةِ لم يصلنا منك غيرُ الرحمةِ... متى فهموا ذلك؟ عندما تسبّبوا في كثيرٍ من المشاكلِ لوليِّ اللهِ وعندما حرموا أنفسَهم منه لزمنٍ طويلٍ، قضوا جُلَّ عمرِهم بدونِ يوسفَ عليه السلام، كم كان باستطاعتِهم التقرُّبَ إلى اللهِ وهم مع يوسفَ. لكنَّهم في الأخيرِ اضطرُّوا وبسببِ اضطرارِهم أوصلهمُ اللهُ إلى بيتِ يوسفَ.

نحن أيضًا، أحيانًا يصبحُ حالُنا في آخر الزمان كحالِ أخوةِ يوسف، فنجعلُ أنفسَنا في عرضِ وليِّ اللهِ، ونظنُّ في باطنِنا أنَّنا أرفعُ منزلةٍ من وليِّ اللهِ أيضًا! ما هذه المقارنة؟ !

نحن لا نمثِّلُ حتى الخلايا الماديةِ التي يتكوَّنُ منها هذا العالمُ في حينِ أنَّ وليِّ اللهِ هو روحُ كلِّ الوجودِ. عندما نخاطبُ إحدى الخلايا الموجودةِ في عضوٍ من أعضاءِ أبدانِنا نقولُ لها أنَّك أنت والملياراتِ من أمثالكِ تشكِّلين جسماً خلَقَه اللهُ بأجمعِه من أجلِ الروحِ التي سينفخُها فيه! إنَّ الخليةَ لا يمكنُها أن تتصورَ هذه الحقيقةَ و لا تتحملُ إدراكَها، عندما ننظرُ من الأعلى سوف نرى ملياراتِ الخلايا تتحركُ حركةً مستمرّةً، تنقسِمُ و تتكاثَرُ ، تتصارعُ و تصطفُّ بنظمٍ خاصٍّ كما ينتظمُ الجيشُ ، لها قاعدةٌ خاصةٌ و ... كلُّ هذه الحركةِ لأجلِ أن يوجدَ جسمٌ تتعلَّقُ به الروحُ التي ما إن تغادرْه تتلاشى كلُّ الخلايا. إنَّ هذا الدورَ هو لوليِّ اللهِ أيضًا (بيمينه رزقُ الورى و بوجودِه ثبتت الأرضُ و السماءُ)؛ من يدركُ وليَّ الله على هذا النحوِ سوف يدركُ أنَّ عصرَ الظهورِ، هو عصرُ ظهورِ الولايةِ. و كلُّ التنعماتِ هي تجلِّي ولايتِه. كما هو حالُ تنعماتِ الجنةِ أيضاً وفي الحقيقةِ إنَّ درجاتِ الجنةِ ليست سوى درجاتِ معرفتِهم عليهم الصلاة والسلام.

 

والحمد لله ربِّ العالمين